للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٩٣٥ - وعن عصام المزني، قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية، فقال: ((إذا رأيتم مسجداً أو سمعتم مؤذناً فلا تقتلوا أحداً)) رواه الترمذي، وأبو داود. [٣٩٣٥]

الفصل الثالث

٣٩٣٦ - عن أبي وائل، قال: كتب خالد بن الوليد إلي أهل فارس: بسم الله الرحمن الرحيم من خالد بن الوليد إلي رستم ومهران في ملاء فارس. سلام علي من اتبع الهدى. أما بعد فإنا ندعوكم إلي الإسلام، فإن أبيتم فأعطوا الجزية عن يد وأنتم صاغرون، فإن أبيتم فإن معي قوماً يحبون القتل في سبيل الله كما يحب فارس الخمر، والسلام علي من اتبع الهدى. رواه في ((شرح السنة)).

ــ

ذكر بعد مفصلاً. قوله: ((تهيج رياح النصر)) وينصره قوله صلى الله عليه وسلم: ((نصرت بالصبا)). وقوله: ((في صلاتهم)) إشارة إلي أن تركه صلى الله عليه وسلم القتال حتى في الأوقات المذكورة، كان لاشتغالهم بها فيها. اللهم إلا بعد العصر؛ فإن هذا الوقت يستثنى منها لحصول النصر فيه لبعض الأنبياء. وعن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: ((غزا نبي من الأنبياء فدنا من القرية صلاة العصر أو قريباً من ذلك، فقال للشمس: إنك مأمورة وأنا مأمور، اللهم احبسها علينا فحبست حتى فتح الله عليه)) رواه البخاري عن أبي هريرة. ولعل لهذا السر خص في الحديث هذا الوقت بالفعل المضارع حيث قال: ((ثم يقاتل)) وفي سائر الأوقات ((قاتل)) علي لفظ الماضي استحضاراً لتلك الحالة في ذهن السامع؛ تنبيهاً علي أن قتاله في هذا الوقت كان أشد، وتحريه فيه أكمل.

الفصل الثالث

الحديث الأول عن أبي وائل: قوله: ((في ملاء)) حال من المجرورين أي كائنين في زمرة أكابر فارس، والملاء أشراف الناس ورؤساؤهم ومقدموهم، وهم الذين يرجع إلي قولهم، وجمعه أملاء. وقوله: ((فإن معي قوماً)) وضع موضع فهيئواً للقتال، وشبه محبتهم الموت ولقاء العدو بمحبتهم الخمر إيذاناً بشجاعتهم وأنهم من رجال الحرب. قال:

فوارس لا يملون المنايا إذا دارت رحى الحرب الزبون

وأنهم ليسوا منها في شيء بل هم قوم مشتغلون باللهو والطرب كالمخدرات.

فخرت بأن لك مأكولاً ولبساً وذلك فخر ربات الحجول

<<  <  ج: ص:  >  >>