للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وسنذكر حديث أمية بن عبد الله: كان يستفتح. وحديث أبي الدرداء ((ابغوني في ضعفائكم)) في باب ((فضل الفقراء)) إن شاء الله تعالي.

الفصل الثالث

٣٩٥٩ - عن ثوبان بن يزيد: أن النبي صلى الله عليه وسلم نصب المنجنيق علي أهل الطائف. رواه الترمذي مرسلاً.

ــ

أقول: المعنى الأول لا تساعد عليه اللغة؛ الجوهري: حاص عنه يحيص حيصاً أي عدل وحاد، يقال للأولياء حاصوا عن الأعداء، والأعداء انهزموا. وفي الفائق: فحاص حيصة أي انهزم وانحرف، وروى ((فجاص جيضة)) بالجيم والضاد المعجمة وهي الحيدودة حذراً. وفي النهاية فحاص المسلمون حيصة أي جالوا جولة يطلبون الفرار، والمحيص المهرب والمحيد، اللهم إلا أن يعدل إلي المجاز إما بوضع أحد الضدين موضع الآخر أو لما أن في الحيدودة والجولة نوع ميلان. ولعله حمله علي ذلك إطلاقه وعدم تقييده بعن، والاختلاف في العبارة؛ حيث عدل من الغيبة إلي التكلم وجعله قرينة للمجاز ولم يلتفت إلي الالتفات الذي طبق المفصل وأصاب المخبر. فقال أولا: ((الناس)) إيذاناً بأنه لم يكن الفرار منه ولم يرض به، وثإنياً ((فأتنيا)) دلالة وإشعار بأن التحيز والاعتصام كان منه وهو السبب فيه.

قوله: ((العكارون)) ((نه)): الكرارون إلي الحروب العطافون نحوها، يقال للرجل الذي تولي عن الحرب ثم لم يكن راجعاً إليها عكر واعتكر. و ((الفئة)) الفرقة والجماعة من الناس في الأصل، والطائفة التي تقيم وراء الجيش، فإن كان عليهم خوف أو هزيمة التجأوا إليه. ((فا)): ذهب النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: ((وأنا فئتكم)) إلي قوله تعالي: {أَوْ مُتَحَيِّزًا إلي فِئَةٍ} يمهد بذلك عذرهم في الفرار، أي تحيزهم إلي فلا حرج عليكم.

((حس)): قال عبد الله بن مسعود: من فر من ثلاثة فلم يفر ومن فر من اثنين فقد فر، والفرار من الزحف من الكبائر، فمن فر من اثنين فليس له أن يصلي بالإيماء في الفرار؛ لأنه عاص كقاطع الطريق.

الفصل الثالث

الحديث الأول عن ثوبان: قوله: ((المنجنيق)) ((نه)): المنجنيق مؤنثة وتفتح الميم وتكسر، وهي والنون الأولي زائدتان في قوله: قولهم: جنق يجنق إذا رمى. وقيل: الميم أصلية لجمعه علي مجإنيق، وقيل: هو أعجمي معرب. والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>