للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وتبعه ابنه وأخوه، فنادى: من يبارز؟ فانتدب له شباب من الأنصار، فقال: من أنتم؟ فأخبروه. فقال: لا حاجة لنا فيكم، إنما أردنا بني عمنا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((قم يا حمزة! قم يا علي! قم يا عبيدة بن الحارث)) فأقبل حمزة إلي عتبة، وأقبلت إلي شيبة، واختلف بين عبيدة والوليد ضربتان، فأثخن كل واحد منهما صاحبه، ثم ملنا علي الوليد فقتلناه، واحتملنا عبيدة. رواه أحمد وأبو داود. [٣٩٥٧]

٣٩٥٨ - وعن ابن عمر، قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية، فحاص الناس حيصة فأتينا المدينة، فاختفينا بها، وقلنا: هلكنا، ثم أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا: يا رسول الله! نحن الفرارون. قال: ((بل أنتم العكارون وأنا فئتكم)). رواه الترمذي. وفي رواية أبي داود نحوه وقال: ((لا، بل أنتم العكارون)) قال: فدنونا فقبلنا يده فقال: ((أنا فئة المسلمين)). [٣٩٥٨]

ــ

الحديث العاشر عن علي رضي الله عنه: قوله: ((فانتدب له)) ((نه)): يقال: ندبته فانتدب أي بغيته ودعوته فأجاب. قوله: ((فأقبل حمزة إلي عتبة وأقبلت إلي شيبة)) كذا في سنن أبي داود وشرح السنة، وفي بعض نسخ المصابيح ((إلي عتبة فقتله وأقبلت إلي شيبة فقتلته)). وقوله: ((فأثخن)) أي أثقل بالجراح، والإثخان في الشيء المبالغة فيه والإكثار منه، يقال: أثخنه المرض أي أثقله ووهنه ((ثم ملنا علي الوليد)) أي حملنا مائلين أو ملنا حاملين عليه.

((حس)): فيه إباحة المبادرة في جهاد الكفار ولم يختلفوا في جوازها إذ أذن الإمام، واختلفوا فيها إذا لم تكن من إذن الإمام فجوزها جماعة، وإليه ذهب مالك الشافعي؛ لأن الأنصاريين كانوا قد خرجوا قبل حمزة وعلي وعبيدة رضي الله عنهم من غير إذن. وفيه دليل علي أن معونة المبارز جائزة إذا ضعف أو عجز عن قرينه، وبه قال الشافعي وأحمد وإسحاق. وقال الأزاعي: لا يعينونه لأن المبارزة إنما تكون هكذا.

الحديث الحادي عشر عن ابن عمر رضي الله عنهما: قوله: ((فحاص الناس حيصة)) ((قض)): أي فمالوا ميلة من الحيص وهو الميل، فإن أراد بالناس أعداءهم فالمراد بها الحملة، أي حملوا علينا حملة وجالوا فانهزمنا عنهم وأتينا المدينة. وإن أراد به السرية فمعناها الفرار والرجعة أي مالوا عن العدو ملتجئين إلي المدينة. ومنه قوله تعالي: {ولا يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصًا} أي محيداً ومهرباً.

<<  <  ج: ص:  >  >>