للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

في كتاب الله اتبعناه)). رواه أحمد، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجه، والبيهقي في ((دلائل النبوة)) [١٦٢].

١٦٣ - وعن المقدام بن معدي كرب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه، ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول: حرام عليكم بهذا القرآن، فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه، وما وجدتم فيه من حرام فحرموه، وإن ما

ــ

على السبب، ومن الكناية الإيمائية. و ((الأريكة)) سرير مزين من قبة أو بيت، فإذا لم يكن فيه سرير فهو حجلة. ((حس)): أراد بهذه الصفة أصحاب الترفة والبدعة الذين لزموا البيوت، وصدوا عن طلب العلم والحديث. ((مظ)): أراد بالوصف التكبر والسلطنة، و ((مما أمرت به)) بدل من ((أمري))، ومعنى ((لا أدري)) لا أدري غير القرآن، ولا اتبع غيره.

أقول: يجوز أن يراد بقوله: ((الأمر من أمري)) الأمر الذي هو بمعنى الشأن، ويكون ((مما أمرت به أو نهيت عنه)) بياناً للأمر الذي هو الشأن؛ لأنه أعم من الأمر والنهي. وقوله: ((فيقول: لا أدري)) مرتب على ((يأتيه))، والجملة كما هي حال أخرى من المفعول، ويكون النهي منصباً على المجموع، أي لا ألفين أحدكم حاله أنه يتكئ ويأتيه الأمر فيقول: لا أدري.

الحديث الثالث عن المقداد: قوله: ((إلا إني أوتيت)) ((نه)): يحتمل هذا وجهين من التأويل: أحدهما أنه أوتى من الوحي الباطن غير المتلو مثل ما أعطى من الظاهر، والثاني أنه أوتي الكتاب وحياً، وأوتي من التأويل مثله، أي أذن له أن يبين ما في الكتاب، فيعمم ويخصص، ويزيد وينقص، فيكون ذلك في وجوب العمل به ولزوم قبوله كالظاهر المتلو من القرآن. وقيل: ((ومثله معه)) أي أحكاماً ومواعظ وأمثالاً تماثل القرآن في كونها وحياً، أو كونها واجبة القبول، وتنزه نطق رسوله عن الهوى، وأمر بمتابعته فيما يأمر وينهي، فقال عز من قائل: {ومَا يَنطِقُ عَنِ الهَوَى} وقال الله تعالى: {ومَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ ومَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا} أو يماثله في المقدار، ويدل على هذا قوله صلى الله عليه وسلم في حديث العرباض التالي لهذا الحديث: ((إنها لمثل القرآن أو أكثر)).

وقوله: ((ألا يوشك)) أي أنبهكم بأنه قريب أن يقول رجل شبعان. ((قض)): إنما وصفه بـ ((الشبعان)) لأن الحامل له على هذا القول إما البلادة وسوء الفهم، ومن أسبابه الشبع وشره

<<  <  ج: ص:  >  >>