يتطاولون في البنيان).
قال: ثم انطلق، فلبثتُ مليَّا، ثم قال لي: (ياعمر أتدرى من السائل)؟ قلتُ: اللهُ
ورسوله أعلم. قال: (فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم). رواه مسلم
ــ
فبينا نوس الناس والأمر أمرنا ... إذا نحن فيهم سوفة نتنصف
فأف لدينا لا يدوم نعيمها ... تقلب تارات بنا وتصرف
والى قول أبي الطيب:
تبكى عليهن البطاريق في الدجى ... وهن لدينا ملقيات كواسد
وفي معناه أنشد:
إذا ذل الدنيا الأعز واكتسى ... أعزتها ذلا وساد مسودها
هناك فلا جادت سماء بضوئها ... ولا أشرقت أرض ولا اخضر عودها
وإن استبدعت بيان المطابقة المعنوية بين القريتين على ما مر فانظر إلى قوله (تعالى)
(أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أم من أسس بنيانه على شفا جرف هار)
وإلى تقرير صاحب الكشاف المطابقة فيها، وما في التبيان لتقف على دقة هذا
الأسلوب، ومواقع استنباط المعاني من القرينتين، وفي القرينتين إيذان بنصرة المؤمنين
وفتحهم البلاد مشارقها ومغاربها، كما ورد: (إن الله زوى لى الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها
وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوى لى منها) أخرجه مسلم عن ثوبان. و (العالة) الفقراء، واحدها
عائل، يقال: (يتطاولون في البنيان) أي يتفاخرون في طول بيوتهم ورفعتها، تطاول الرجل إذا
تكبر، يعني من علامات القيامة أن ترى أهل البادية ممن ليس لهم لباس ولا نعل، بل كانوا
رعاء الإبل والشاء يتوطنون البلاد، ويتخذون العقار، ويبنون الدور والقصور المرتفعة، قاله
المظهر.
ــ