للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤١٤٠ - وعن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اقتلوا الحيات كلهن، فمن خف ثأرهن فليس مني)). رواه أبو داود، والنسائي. [٤١٤٠]

٤١٤١ - وعن العباس رضي الله عنه، قال: يا رسول الله! إنا نريد أن نكنس زمزم وإن فيها من هذه الجنان – يعني الحيات الصغار – فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتلهن. رواه أبو داود. [٤١٤١]

٤١٤٢ - وعن ابن مسعود رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((اقتلوا الحيات كلها إلا الجان الأبيض الذي كأنه قضيب فضة)). رواه أبو داود. [٤١٤٢]

٤١٤٣ - وعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فاملقوه، فإن في أحد جناحية داء وفي الآخر شفاء، فإنه يتقي بجناحه الذي فيه الداء، فليغمسه كله)). رواه أبو داود. [٤١٤٣]

ــ

الإنسان والحية جبلية لا تقبل الزوال؛ فإن كل واحد منهما قاتل للآخر بالطبع [إذا] وقع الحرب بينهما من لدن آدم، [ولم يرفعها بعد] بعد. وقوله: ((ومن ترك شيئا منهم خيفة)) أي من ترك التعرض لها مخافة أن يلحقه منها أو من صاحبها ضرر فليس منا، أي من المقتدين بنا والتابعين لهدينا، فإن من زعمات الجاهلية أن الحية إذا قتلت طلب ثأرها من القاتل فاقتص منه.

أقول: الضمير في قوله: ((ما سالمناهم)) للحيات، والقرينة ما رواه أبو داود أيضا عن ابن عباس: ((من ترك الحيات مخافة طلبهن فليس منا، ما سالمناهن منذ حاربناهن)) وإنما أتى بضمير العقلاء في الحديث الذي في المتن لإجراء أوصافهم عليها من المحاربة والمسالمة، كقوله تعالى: {والشَّمْسَ والْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ}.

الحديث السابع عشر والثامن عشر عن العباس: قوله: ((من هذه الجنان)) ((من)) التبعيضية منصوبة لأنها اسم ((إن)) أي إن فيها بعض الجنان نحوه قوله تعالى: {فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ} أي بعضها. و ((الجنان)) بالتشديد جمع ((جان)). ((فا)): كغيطان وغائط وحيطان وحائط، وإنما أمر بقتلهن هنا ونهى في الحديث الآتي تطهيرا لماء زمزم منهن.

<<  <  ج: ص:  >  >>