حتى يكون هواه تبعا لما جئت به)). رواه في ((شرح السنة)) , قال النووي في ((أربعينه)): هذا حديث صحيح, رويناه في ((كتاب الحجة)) بإسناد صحيح. [١٦٧].
١٦٨ - وعن بلال بن الحارث المزني, قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أحيا سنة من سنتي قد أميتت بعدي, فإن له من الأجر مثل أجور من عمل بها من غير أن
ــ
يقل: ((هو تابع)) للإيذان بالمبالغة, وأن هواه الذي هو معبوده في قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إلَهَهُ هَوَاهُ} ومالكه من قوله صلى الله عليه وسلم: ((تعس عبد الدينار, وعبد الدرهم, وعبد الخميصة)) إذا كانا تابعين للشرع كان أبلغ ما يقال: إنه تابع له.
ويؤيده ما ذكره الشيخ التوربشتي من أنه محمول على نفي الكمال, أن النفس في أصل خلقها مجبولة على الميل إلى الشهوات النفسانية, والركون إلى استيفاء اللذات الجسمانية, فيستدعى في قهرها على طبيعتها جاذبة قوية تقمعها من أصلها, وإيمانا كاملا على اتباع الشرع, كما قال:
الظلم من شيم النفوس فإن تجد ذا عفة فلعله لا يظلم
أي علة قوية وباعثة عظيمة, وما أحسن موقع ((حتى)) التدريجية؛ لأنها مؤذنة بأن المضارع المنفي ب ((لا)) إنما كملت على سبيل التدريج, حتى بلغت إلى درجة ألجأت الهوى إلى اتباع الشرع. ونظيره في الإثبات قوله صلى الله عليه وسلم: ((إن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقا)) وقد سبق بيانه, والفرق أن المنفي لم يزل في التناقص حتى يستكمل المثبت, والمثبت لم يزل في التزايد حتى ينتهي إلى الكمال – والله أعلم.
الحديث الثامن عن بلال: قوله: ((أحيا)) ((مظ)): السنة ما وضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحكام الدين, وهي قد تكون فرضا كزكاة الفطر, وغير فرض كصلاة العيد, وصلاة الجماعة, وقراءة القرآن في غير الصلاة. وتحصيل العلم وما أشبه ذلك وإحياؤها أن يعمل بها, ويحرض الناس عليها, ويحثهم على إقامتها.
((شف)): نظم الحديث يقتضي ((من سنني)) بصسغة الجمع, لكن الرواية بصيغة المفرد, ((وبدعة