٤١٩٤ - وعنها، قالت: توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وما شبعنا من الأسودين. متفق عليه.
٤١٩٥ - وعن النعمان بن بشير، قال: ألستم في طعام وشراب ما شئتم؟ لقد رأيت نبيكم صلى الله عليه وسلم وما يجد من الدقل ما يملأ بطنه. رواه مسلم.
٤١٩٦ - وعن أبي أيوب، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتي بطعام أكل منه، وبعث بفضله إلي، وإنه بعث إلي يوما بقصعة لم يأكل منها لأن فيها ثوما، فسألته: أحرام هو؟ قال:((لا، ولكن أكرهه من أجل ريحه)) قال: فإني أكره ما كرهت. رواه مسلم.
ــ
غير الإيجاب من الإتباع ما للمتصل، فيقولون: ما فيها أحد إلا زيد، كما يقول الجميع. وعلى لغتهم قول الآخر:
وبلدة ليس فيها أنيس إلا اليعافير وإلا العيس
ويلحق بهذا إتباع أحد المتباينين الآخر نحو: ما أتاني زيد إلا عمرو، وما أعانه إخوانكم إلا إخوانه، فقوله في الحديث:((بخبز شعير)) واقع موقع زيد في هذا المثال للتأكيد.
الحديث الثالث والثلاثون عن عائشة رضي الله عنها: قوله: ((من الأسودين)) ((تو)): الأسودان التمر والماء، والسواد للتمر دون الماء فنعتا بنعت واحد. والعرب تفعل ذلك في الشيئين يصطحبان ويسميان معا باسم الأشهر منهما. هذا قول أصحاب الغريب، وقد بقي عليه بقية؛ وذلك أنهم لم يبينوا وجه التسوية بين الماء والتمر في العوز، ومن المعلوم أنهم كانوا في سعة من الماء.
وإنما قالت ذلك؛ لأن الري من الماء لم يكن ليحصل لهم من دون الشبع من الطعام؛ فإن أكثر الأمم لا سيما العرب، يرون شرب الماء على الريق بالغا في المضرة فقرنت بينهما لعوز التمتع بأحدهما بدون الإصابة من الآخر، وعبرت عن الأمرين – اعني الشبع والري – بفعل واحد كما عبرت عن التمر والماء بوصف واحد. ((مظ)): يعني ما شبعنا من التمر والماء من التقوى لا من العوز.
الحديث الرابع والثلاثون عن النعمان: قوله: ((ما شئتم)) صفة مصدر محذوف، أي ألستم منغمسين في طعام وشراب مقدار ما شئتم من التوسعة والإفراط فيه؟. فـ ((ما)) موصولة وبجوز أن تكون مصدرية، والكلام فيه تعيير وتوبيخ؛ ولذلك أتبعه بقوله:((لقد رأيت نبيكم)) و ((رأيت)) إذا كان بمعنى النظر يكون ((وما يجد)) حالا، وإن كان بمعنى العلم فيكون مفعولا ثانيا. وأدخل الواو تشبيها له بخبر ((كان)) وأخواتها على مذهب الأخفش والكوفي، ((والدقل)) رديء التمر ويابسه وما ليس له اسم خاص.
الحديث الخامس والثلاثون عن أبي أيوب: قوله: ((بعث إلي يوما بقصعة لم يأكل منها)) كذا