٤٢٠٤ - وعن أبي سعيد الخدري، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من طعامه قال: ((الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين)). رواه الترمذي، وأبو داود وابن ماجه. [٤٢٠٤]
٤٢٠٥ - وعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الطاعم الشاكر كالصائم الصابر)) رواه الترمذي. [٤٢٠٥]
٤٢٠٦ - وابن ماجه، والدارمي، عن سنان بن سنة، عن أبيه.
٤٢٠٠٧ - وعن أبي أيوب، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أكل أو شرب قال: ((الحمد لله الذي أطعم وسقى، وسوغه، وجعل له مخرجا)) رواه أبو داود. [٤٢٠٧]
ــ
الحديث الرابع والخامس عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((كالصائم الصابر)) قد تقرر في علم البيان أن التشبيه يستدعي الجهة الجامعة، والشكر نتيجة النعماء كما أن الصبر نتيجة البلاء. فكيف شبه الشاكر بالصابر؟ وأجاب المظهر بأن هذا تشبيه في أصل استحقاق كل واحد منهما الأجر لا في المقدار. وهذا كما يقال: زيد كعمرو، معناه: زيد يشبه عمرا في بعض الخصال. ولا يلزم المماثلة في جميعها فلا يلزم المماثلة في الأجر أيضا.
أقول: قد ورد ((الإيمان نصفان، نصف صبر ونصف شكر)). وربما يتوهم متوهم أن ثواب شكر الطاعم يقصر عن ثواب صبر الصائم، فأزيل توهمه به، يعني هما سيان في الثواب. ونظيره قولك فعمامة سوداء بحضرة السامع، وهو متردد في لون عمامتك فقلت: لون عمامتي كلون هذه.
وفيه وجه آخر وهو أن الشاكر لما رأي النعمة من الله تعالى وحبس نفسه على محبة المنعم بالقلب وأظهرها باللسان نال درجة الصابر. قال:
وقيدت نفسي في [ذراك] محبة ومن وجد الإحسان قيدا تقيدا
فيكون التشبيه واقعا في حبس النفس بالمحبة، والجهة الجامعة حبس النفس مطلقا، فأينما وجد الشكر وجد الصبر ولا ينعكس.
الحديث السادس عن أبي أيوب: قوله: ((الحمد لله الذي أطعم)) ذكر ها هنا نعما أربعا: