٤٢٠١ - عن أبي أيوب، قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم، فقرب طعام، فلم أر طعاما كان أعظم بركة منه أول ما أكلنا، ولا أقل بركة في آخره، قلنا: يا رسول الله! كيف هذا؟ قال:((إنا ذكرنا اسم الله عليه حين أكلنا، ثم قعد من أكل ولم يسم الله فأكل معه الشيطان)) رواه في ((شرح السنة)). [٤٢٠١]
٤٢٠٢ - وعن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا أكل أحدكم فنسي أن يذكر الله على طعامه؛ فليقل: بسم الله أوله وآخره)). روان الترمذي، وأبو داود. [٤٢٠٢]
٤٢٠٣ - وعن أمية بن مخشى، قال: كان رجل يأكل فلم يسم حتى لم يبق من طعامه إلا لقمة، فلما رفعها إلى فيه قال: بسم الله أوله وآخره، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال:((ما زال الشيطان يأكل معه، فلما ذكر اسم الله استقاء ما في بطنه)). رواه أبو داود. [٤٢٠٣]
ــ
الفصل الثالث
الحديث الأول عن أبي أيوب: قوله: ((ثم قعد من أكل)) قد سبق عن الشافعي على ما رواه الشيخ محيي الدين: أن واحدا لو سمى في جماعة يأكلون لكفي ذلك وسقط عن الكل، فتنزيله على هذا الحديث أن يقال: معنى قوله صلى الله عليه وسلم: ((ثم قعد)) أي قعد بعد فراغنا من الطعام ولم يسم، أو يقال: إن شيطان هذا الرجل جاء معه، فلا تكون تسميتهم مؤثرة فيه ولا هو سمى.
الحديث الثاني عن عائشة رضي الله عنها: قوله: ((أوله وآخره)) أي آكل أوله وآخره مستعينا باسم الله، فيكون الجار والمجرور حالا من فاعل الفعل المقدر.
الحديث الثالث عن أمية: قوله: ((استقاء ما في بطنه)) ((تو)) أي صار ما كان له وبالا عليه مستلبا عنه بالتسمية. وهذا تأويل على سبيل الاحتمال غير موثوق به؛ فإن نبي الله صلى الله عليه وسلم يطلع من أمر الله في بريته على ما لا سبيل لأحد إلى معرفته إلا بالتوقيف من جهته.
أقول: وهذا التأويل على ما سبق في حديث حذيفة من الفصل الأول، محمول على ما له حظ من تطيير البركة من الطعام على تفسيره. وأما على تفسير الشيخ محيي الدين فهو ظاهر، والله أعلم.