للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الحجاز كما تأرز الحية إلى جحرها, وليعقلن الدين من الحجاز معقل الأروية من رأس الجبل. إن الدين بدأ غريبا وسيعود كما بدأ, فطوبى للغرباء وهم الذين يصلحون ما أفسد الناس من بعدي من سنتي)) رواه الترمذي. [١٧٠].

١٧١ - وعن عبد الله بن عمرو, قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليأتين على أمتي كما أتى على إسرائيل حذو النعل بالنعل, حتى إن كان منهم من أتى أمة علانية,

ــ

أن يكون العطف للجملة على الجملة, وإنما ضوعف أدوات التأكيد وأقيم المظهر موضوع المضمر لأن هذا التمثيل أشرف وأحسن وأنسب بالدين, وكان الاهتمام بهذه الجملة أشد.

((نه)): ((ليعقلن)) ليتحصن به, ويعتصم ويلتجئ إليه, كما يلتجئ الوعل إلى رأس الجبل, و ((الأروية)) الأنثى من الوعول, كأنه صلى الله عليه وسلم خص الأنثى بالذكر لأنها أقدر على التمكن مما توعر من الجبال. و ((معقل)) مصدر بمعنى العقل, يجوز أن يكون اسم مكان. وقيل: معناه أن بعد انضمام أهل الدين إلى الحجاز ينقرضون عنه, ولم يبق منهم فيه أحد.

الشارحون: في أكثر نسخ المصابيح: زيد بن ملحة عن أبيه عن جده, وهو غلط لأن زيد بن ملحة جاهلي جد عمرو بن عوف. والصواب رواه كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده. وقد مضى شرحه مستقصى في الفصل الأول من الباب في الحديث التاسع.

الحديث العاشر عن عبد الله بن عمرو قوله: ((ليأتين)) الإتيان المجيء بسهولة, وعدى بعلى لمعنى الغلبة المؤدية إلى الهلاك, ومنه قوله تعالى: {مَا تَذَرُ مِن شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إلَاّ جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ} ((تو)) المراد ((بالأمة)) من تجمعهم دائرة الدعوة من أهل القبلة لأنه أضافهم إلى نفسه, وأكثر ما ورد في الحديث على هذا الأسلوب فإن المراد منه أهل القبلة, ولو ذهب إلى أن

<<  <  ج: ص:  >  >>