للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٢٥٠ - وعن أبي سعيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((مثل المؤمن ومثل الإيمان كمثل الفرس في آخيته يجول ثم يرجع إلى آخيته، وإن المؤمن يسهو ثم يرجع إلى الإيمان؛ فأطعموا طعامكم الأتقياء، وأولوا معروفكم المؤمنين)) رواه البيهقي في ((شعب الإيمان)) وأبو نعيم في ((الحلية)). [٤٢٥٠]

٤٢٥١ - عن عبد الله بن بسر، قال: كان للنبي صلى الله عليه وسلم قصعة، يحملها أربعة رجال، يقال لها: الغراء، فلما أضحوا وسجدوا الضحى، أتى بتلك القصعة وقد ثرد فيها،

ــ

يكون هذا دعاء منه صلى الله عليه وسلم، وأن يكون إخبارا، وهذا الوصف موجود في حقه صلى الله عليه وسلم؛ لأنه أبر الأبرار [وأما من غيره، يكون دعاء؛ لأنه لا يجوز أن يخبر أحد عن نفسه أنه بر. أقول: ولعل إطلاق ((الأبرار))] وهو جمع على نفسه صلوات الله عليه للتعظيم، كقوله تعالى: {إنَّ إبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً} وقوله: {شِهَابًا رَّصَدًا}.

الحديث الرابع عن أبي سعيد: قوله: ((في آخيته)) ((نه)): الآخية بالمد والتشديد حبيل أو عويد يعرض في الحائط ويدفن طرفاه فيه، ويصير وسطه كالعروة ويشد فيها الدابة، وجمعها الأزاخي مشددا، والأخايا على غير قياس ((قض)): ومعناه أن المؤمن مربوط بالإيمان لا انفصام له عنه، وأنه اتفق أن يحوم حول المعاصي ويتباعد عن قضية الإيمان من ملازمة الطاعة والاجتناب عن المعاصي، فإنه يعود بالآخرة إليها بالندم والتوبة وتلافي ما فرط فيها.

أقول: ((وإن المؤمن يسهو)) عطف على قوله: ((يجول)) وخولف بين الجملتين لإرادة التجدد في الأولى والثبوت في الثانية؛ لأن المؤمن لا ينفك عن الإيمان البتة، وكلاهما بيان للسابق كأنه قيل: لم شبهت حال المؤمن بحال الفرس وما حال المشبه به؟ فأجيب يجول أي الفرس والتشبيه تمثيلي؛ لأة الوجه منتزع من عدة أمور متوهمة.

والفاء في ((فأطعموا)) جزاء شرط محذوف أي إذا كان حكم الإيمان حكم الآخية، فقووا الوسائل بينكم وبينه. كما ورد عن عبد الله بن عمرو: ((أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الإسلام خير؟ قال: تطعم الطعام وتبدأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف)). وإنما خص الأتقياء بالطعام؛ لأن الطعام يصير جزء البدن، فيتقوى على الطاعة، فيدعو لك ويستجاب دعاؤه في حقك، وليس كذلك سائر المعروف، وعلى هذا معنى قوله: ((أكل طعامكم الأبرار)) على الدعاء كما سبق.

الحديث الخامس والسادس عن عبد الله: قوله: ((وسجدوا الضحى)) أي صلوها.

<<  <  ج: ص:  >  >>