للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الفصل الثاني

٤٢٤٧ - عن المقدام بن معدي كرب، سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((أيما مسلم ضاف قوما، فأصبح الضيف محروما؛ كان حقا على كل مسلم نصره حتى يأخذ له بقراه من ماله وزرعه)). رواه الدارمي وأبو داود. [٤٢٤٧]

وفي رواية له: ((وأيما رجل ضاف قوما فلم يقروه، كان له أن يعقبهم بمثل قراه)).

٤٢٤٨ - وعن أبي الأحوص الجشمي، عن أبيه، قال: قلت: يا رسول الله! أرأيت إن مررت برجل فلم يقرني ولم يضفني ثم مر بي بعد ذلك، أأقرية أم أجزيه؟ قال: ((بل أقره)) رواه الترمذي. [٤٢٤٨]

٤٢٤٩ - وعن أنس – أو غيره – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استأذن على سعد بن عبادة، فقال: ((السلام عليكم ورحمة الله)) فقال سعد: وعليكم السلام ورحمة الله، ولم يسمع النبي صلى الله عليه وسلم حتى سلم ثلاثا، ورد عليه سعد ثلاثا، ولم يسمعه، فرجع النبي صلى الله عليه وسلم، فأتبعه سعد، فقال: يا رسول الله! بأبي أنت وأمي، ما سلمت تسليمة إلا هي بأذني ولقد رددت عليك ولم أسمعك، أحببت أن أستكثر من سلامك ومن البركة، ثم دخلوا البيت، فقرب له زبيبا، فأكل نبي الله صلى الله عليه وسلم، فلما فرغ قال: ((أكل طعامكم الأبرار، وصلت عليكم الملائكة، وأفطر عندكم الصائمون)). رواه في ((شرح السنة)). [٤٢٤٩]

ــ

الفصل الثاني

الحديث الأول عن المقدام: قوله: ((فأصبح الضيف)) مظهر أقيم مقام المضمر إشعارا بأن المسلم الذي ضاف قوما يستحق لذاته أن يقرى، فمن منع حقه فقد ظلمه، فحق لغيره من المسلمين نصره. وقوله: ((بقراه)) أي بمثل قراه كما في الرواية الأخرى. وإفراد الضمير في قوله: ((من ماله وزرعه)) باعتبار المنزل عليه والمضيف، وهو واحد. و ((يعقبهم)) أي يتبعهم ويؤاخذهم، وهذا في أهل الذمة من سكان البوادي إذا نول بهم مسلم.

الحديث الثاني عن أبي الأحوص: قوله: ((بل أقره)) فيه حث على القرى ودفع السيئة بالحسنة كقوله تعالى: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}

الحديث الثالث عن أنس: قوله: ((أحببت أن أستكثر من سلامك)) فيه دليل على استحباب عدم إسماع رد السلام لمثل هذا الغرض الخطير. قوله: ((أكل طعامكم الأبرار)) ((مظ)): يجوز أن

<<  <  ج: ص:  >  >>