٤٣٠٢ – عن جابر، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((إذا سمعتم نباح الكلاب ونهيق الحمير من الليل فتعوذوا بالله من الشيطان الرجيم؛ فإنهم يرين ما لا ترون وأقلوا الخروج إذا هدأت الأرجل؛ فإن الله عز وجل يبث من خلقه في ليلته ما يشاء، وأجيفوا الأبواب، واذكروا اسم الله عليه؛ فإن الشيطان لا يفتح باباً إذا أجيف وذكر اسم الله عليه، وغطوا الجرار، وأكفئوا الآنية، وأوكوا القرب)) رواه في ((شرح السنة)). [٤٣٠٢]
٤٣٠٣ - وعن ابن عباس، قال: جاءت فأرة تجر الفتيلة، فألقتها بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم على الخمرة التي كان قاعداً عليها، فأحرقت منها مثل موضع الدرهم. فقال:((إذا نمتم فأطفئوا سرجكم؛ فإن الشيطان يدل مثل هذه على هذا، فيحرقكم)) رواه أبو داود. [٤٢٠٣]
وهذا الباب خال عن الفصل الثالث.
ــ
الفصل الثاني
الحديث الأول عن جابر: قوله: ((إذا هدأت الأرجل)) ((نه)): ((الهداءة والهدوء السكون عن الحركات، أي بعد ما يسكن الناس عن المشي والاختلاف في الطرق. قوله: ((ما يشاء)) هو مفعول ((يبث)) وهو عام في كل ذي شر من الشياطين والسباع والهوام. و ((من خلقه)) بيان ((ما)).
قوله:((أكفئوا الآنية)) ((حس)): قال الكسائي: يقال: كفأت الإناء إذا كببته، وأكفأته، وكفأته أيضاً إذا أملته ليفرغ ما فيها، وفي الغريبين: المراد بإكفاء الآنية هاهنا قلبها كيلا يدب عليها شيء ينجسها. ((فا)): الآنية جمع قلة ((كآدمة)) في جمع أديم.
الحديث الثاني عن ابن عباس رضي الله عنهما: قوله: ((على الخمرة)) ((فا)): هي السجادة الصغيرة من الحصير لأنها مرملة مخمر خيوطها بسعفها. قوله:((مثل هذه)) هو مثل قولهم: مثلك لا يبخل، أي مثل هذه الفأرة وما عليه من الإفساد وإخراج الشيء عن كونه منتفعاً به والله أعلم.