للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ينزل فيها وباء لا يمر بإناء ليس عليه غطاء أو سقاء ليس عليه وكاء إلا نزل فيه من ذلك الوباء)).

٤٢٩٩ - وعنه، قال: جاء أبو حميد – رجل من الأنصار – من النقيع بإناء من لبن إلى النبي صلى الله عليه وسلم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ألا خمرته ولو أن تعرض عليه عوداً)). متفق عليه.

٤٣٠٠ - وعن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ((لا تتركوا النار في بيوتكم حين تنامون)). متفق عليه.

٤٣٠١ - وعن أبي موسى، قال: احترق بين بالمدينة على أهله من الليل، فحدث بشأنه النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن هذه النار إنما هي عدو لكم، فإذا نمتم فأطفئوها عنكم)). متفق عليه.

ــ

العسعسة، و ((الوباء)) بالمد والقصر والهمز الطاعون والمرض العام. ((مح)): فيه جمل من أنواع الخير والآداب الجامعة، جماعها تسمية الله تعالى في كل فعل وحركة وسكون لتحصيل السلامة عن الآفات الدنيوية والأخروية.

الحديث الثاني عن جابر: قوله: ((من النقيع)) ((مح)): روى بالنون والباء، والصحيح الأشهر الذي قاله الخطابي والأكثرون بالنون، وهو موضع بوادي العقيق وهو الذي حماه رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: ((ألا خمرته)) ((ألا)) حرف التحضيض دخل على الماضي للوم على الترك، واللوم إنما يكون على مطلوب ترك، كأن الرجل جاء بالإناء مكشوفاً غير مخمر فوبخه. يقال: عرضت العود على الإناء أعرضه بكسر الراء في قول عامة الناس إلا الأصمعي؛ فإنه قال: أعرضه مضمومة الراء في هذا خاصة. المعنى: هلا تغطيه بغطاء، فإن لم تفعل فلا أقل من أن تعرض عليه شيئاً.

الحديث الثالث والرابع عن أبي موسى: قوله: ((على أهله)) إما حال أي ساقطا عليهم أو متعلق باحترق أي ضرره عليه. والمشار إليه بهذه النار نار مخصوصة؛ وهي التي يخاف عليها من الانتشار. قال الشيخ محيي الدين في قوله صلى الله عليه وسلم: ((لا تتركوا النار في بيوتكم حين تنامون)): هذا عام يدخل فيه السراج وغيره، وأما القناديل المعلقة، فإن خيف منها يدخل في الأمر بالإطفاء؛ وإن أمن منها كما هو الغالب؛ فالظاهر أنه لا بأس بها لانتفاء العلة؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم علل الأمر بالإطفاء بقوله: ((إن الفويسقة تضرم على أهل البيت)).

<<  <  ج: ص:  >  >>