٤٣٠٧ - وعن عائشة، قالت: كان فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ينام عليه أدما، حشوه ليف. متفق عليه.
٤٣٠٨ - وعنها، قالت: كان وساد رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يتكئ عليه من أدم، حشوه ليف. رواه مسلم.
٤٣٠٩ - وعنها، قالت: بينا نحن جلوس في بيتنا في حر الظهيرة، قال قائل لأبي بكر: هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقبلاً متقنعاً. رواه البخاري.
٤٣١٠ - وعن جابر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له:((فراش للرجل وفراش لامرأته، والثالث للضيف، والرابع للشيطان)) رواه مسلم.
ــ
وقيل: الملبد الذي ثخن وسطه وصفق حتى صار يشبه اللبد. ((مح)): ((في أمثال هذا الحديث بيان ما كان عليه صلى الله عليه وسلم من الزهادة في الدنيا والإعراض عن متاعها وملاذها، فيجب على الأمة أن يقتدروا به صلى الله عليه وسلم.
الحديث الخامس والسادس عن عائشة رضي الله عنه: قوله: ((كان وساد رسول الله صلى الله عليه وسلم)) ((مح)): فيه جواز اتخاذ الفراش والوساد والنوم عليها والارتفاق بها.
الحديث السابع عن عائشة رضي الله عنها: قوله: ((قالت: بينا نحن جلس في بيتنا)) هو طرف من حديث الهجرة. و ((مقبلاً متقنعاً)) حالان مترادفتان أو متداخلتان، والعامل معنى ((اسم الإشارة)).
قال الزجاج: إذا قلت: هذا زيد قائماً إن قصدت أن تخبر به من لم يعرف زيداً لم يجز؛ لأنه لا يكون زيداً ما دام قائماً فإذا زال عن القيام فليس بزيد. وإنما يقول: هذا زيد قائماً لمن يعرف زيداً، فيعمل في الحال التنبيه، أي أنبه لزيد في حال قيامه أو أشير إلى زيد في حال قيامه، لأن ((هذا)) إشارة إلى ما حضر، وقال: هذا من لطيف النحو وغامضه.
الحديث الثامن عن جابر: قوله: ((فراش)) مبتدأ مخصصه محذوف يدل عليه. قوله:((والثالث للضيف)) أي فراش واحد كاف للرجل. ((مح)) في قوله: ((والرابع للشيطان)): أن ما زاد على الحاجة فاتخاذه إنما هو للمباهاة والاختيال والالتهاء بزينة الدنيا، وما كان بهذه الصفة فهو مذموم، وكل مذموم يضاف إلى الشيطان؛ لأنه يرتضيه، وأما تعديد الفراش للزوج فلا بأس به؛ لأنه قد يحتاج كل واحد منهما إلى فراش عند المرض ونحوه.
واستدل بعضهم بهذا أنه لا يلزمه النوم مع امرأته وأن له الانفراد عنها بفراش وهو ضعيف؛