٤٣٥٠ - وعن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده)) رواه الترمذي. [٤٣٥٠]
٤٣٥١ - وعن جابر، قال: أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم زائراً، فرأي رجلاً شعثاً قد تفرق شعره، فقال: ((ما كان يجد هذا ما يسكن به رأسه)). ورأي رجلاً عليه ثياب وسخة فقال: ((ما كان يجد هذا ما يغسل به ثوبه)) رواه أحمد والنسائي. [٤٣٥١]
٤٣٥٢ - وعن أبي الأحوص، عن أبيه، قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى ثوب دون، فقال لي: ((ألك مال)) قلت: نعم. قال: ((من أي المال؟)) قلت: من كل
ــ
أي بصنفين، وهو من قوله صلى الله عليه وسلم: ((من أنفق زوجين في سبيل الله ابتدرته حجبة الجنة)). قيل: وما زوجان؟ قال: ((فرسان أو عبدان أو بعيران)). ((نه)): الأصل في الزوج الصنف والنوع من كل شيء، فكل شيئين مقترنين شكلين كانا أو نقيضين فهما زوجان، وكل واحد منهما زوج.
((شف)): ظاهر الحديث أن المراد بالتزوج الإملاك، أي من قصد من تزوج الزوجة ابتغاء وجه الله بأن نزل عن [درجته] فتزوج من دونه في الكفاءة. قوله: ((تاج الملك)) كناية عن إجلاله وتوقيره، أو أعطى في القيامة تاجاً ومملكة في الجنة. ونحوه قوله صلى الله عليه وسلم: ((من قرأ القرآن وعمل بما فيه، ألبس والداه تاجاً يوم القيامة في الجنة)).
الحديث الحادي والعشرون عن عمرو: قوله: ((يحب أن يرى أثر نعمته)) ((مظ)): يعني إذا آتى الله عبداً من عباده نعمة من نعم الدنيا، فليظهرها من نفسه، بأن يلبس لباساً يليق بحاله لإظهار نعم الله عليه، وليقصده المحتاجون لطلب الزكاة والصدقات. وكذلك العلماء فليظهروا عملهم ليستفيدوا من علمهم.
الحديث الثاني والعشرون عن جابر: قوله: ((ما يسكن به رأسه)) أي يلم به شعثه ويجمع تفرقه فعبر بالسكون عنهما. قوله: ((ما كان يجد هذا)) ((ما)) نافية وهمزة الإنكار مقدرة، أنكر عليه بذاذته لما يؤدي إلى ذلته، أما قوله: ((البذاذة من الإيمان)) فإثبات التواضع للمؤمن. كما جاء: ((المؤمن متواضع وليس بذليل وله العزة دون الكبر)) ومنه حديث أبي بكر: ((إنك لست ممن يفعله خيلاء)).
الحديث الثالث والعشرون عن أبي الأحوص: قوله: ((من كل المال)) أي من كل ما تعورف بالمال بين أبناء الجنس، وقوله: ((قد أعطاني الله من الإبل)) بيان له وتفصيل. قوله: ((فلير أثر نعمة الله)) ((حس)): هذا في تحسين الثياب بالتنظيف والتجديد عند الإمكان، من غير أن يبالغ
المال: قد أعطاني الله من الإبل والبقر والغنم والخيل والرقيق. قال: ((فإذا آتاك الله مالاً فلير أثر نعمة الله عليك وكرامته)). رواه أحمد، والنسائي، وفي ((شرح السنة)) بلفظ ((المصابيح)). [٤٣٥٢]
٤٣٥٣ - وعن عبد الله بن عمرو، قال: مر رجل وعليه ثوبان أحمران، فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فلم يرد عليه. رواه الترمذي، وأبو داود. [٤٣٥٣]