٤٣٦٠ - وعن انس: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان شاكياً، فخرج يتوكأ على أسامة وعليه ثوب قطر قد توشح به فصلى بهم. رواه في ((شرح السنة)).
٤٣٦١ - وعن عائشة، قالت: كان على النبي صلى الله عليه وسلم ثوبان قطريان غليظان، وكان إذا قعد فعرق ثقلا عليه، فقدم بز من الشام لفلان اليهودي. فقلت: لو بعثت إليه فاشتريت منه ثوبين إلى الميسرة. فأرسل إليه. فقال: قد علمت ما تريد، إنما تريد أن تذهب بمالي. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((كذب، قد علم أني من أتقاهم وآداهم للأمانة)). رواه الترمذي، والنسائي. [٤٣٦١]
ــ
أي شعر معدود. ((حس)): عن أنس: ((ما عددت في رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم ولحيته إلا أربع عشرة شعرة بيضاء. قوله: ((وشيبه أحمر)) أي مصبوغ بالحناء. والوفرة شعر الرأس إذا وصل إلى شحمة الأذن. والردع الصبغ يقال: ثوب رديع أي مصبوغ بالزعفران.
الحديث الحادي والثلاثون عن أنس رضي الله عنه: قوله: ((شاكياً)) أي مريضا، والقطر ضرب من البرود فيه حمرة ولها أعلام، وفيه بعض الخشونة. وقيل: هي حلل جياد تحمل من قبل البحرين. قال الأزهري: في أعراض البحرين قرية يقال لها: القطرية. و ((قد توشح به)) أي تغشى والأصل به الوشاح، وهو شيء ينسج عريضاً من أديم. وربما يرصع بالجواهر والخرز وتشده المرأة على عاتقها وكشحها، ويقال فيه: وشاح وإشاح.
الحديث الثاني والثلاثون عن عائشة رضي الله عنها: قوله: ((إذا قعد عرق ثقلا عليه)) الجملة الشرطية كناية عن لحوق التعب والمشقة من الثوبين، والبز ضرب من الثياب وهو عند أهل الكوفة ثياب الكتان والقطن، لا ثياب الصوف والخز. وإسناد القدوم إلى البز مجازي، أي قدم أصحاب البز. والفاء في ((فقال)) عطف على محذوف، أي فأرسل رسولا إلى اليهودي يستسلف بزاً إلى الميسرة. فطلب الرسول منه، فقال اليهودي: قد علمت ما تريد الخ. و ((ما)) استفهامية علقت العلم عن العمل. ويجوز أن تكون ((ما)) موصولة، والعلم بمعنى العرفان.
ويحتمل أن يكون الخطاب نقلا من الرسول معنى ما قاله اليهودي لا لفظه؛ لأن لفظه هو ((علمت ما يريد)) على الغيبة. ويحتمل أن يكون خطاباً للرسول على الإسناد المجازي. و ((من أتقاهم)) أي من زمرة من يعتقدون أنهم من المتقين. وهذا العلم كالعرفان في قوله تعالى:{يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ}. و ((آداهم)) قال الجوهري: يقال: هو آدى منك للأمانة بمد الألف. وقال في الفائق: هو كقولهم: هو أعطاهم للدينار والدرهم.