للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

((لعن الله العقرب، ما تدع مصلياً ولا غيره – أو نبياً وغيره)) – ثم دعا بملح وماء، فجعله في إناء، ثم جعل يصبه على أصبعه حيث لدغته ويمسحها ويعوذها بالمعوذتين. رواهما البيهقي في ((شعب الإيمان)). [٤٥٦٧]

٤٥٦٨ - وعن عثمان بن عبد الله بن موهب، قال: أرسلني أهلي إلى أم سلمة بقدح من ماء، وكان إذا أصاب الإنسان عين أو شيء بعث إليها مخضبه، فأخرجت من شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت تمسكه في جلجل من فضة فخضخضته له، فشرب منه، قال: فاطلعت في الجلجل فرأيت شعرات حمراء. رواه البخاري.

٤٥٦٩ - وعن أبي هريرة، أن ناساً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم: الكمأة جدري الأرض؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الكمأة من المن، وماؤها

ــ

جواباً. وقد سبق تمام تقريره في أول كتاب الإيمان. وقوله: ((ما تدع مصلياً)) إلى آخره، على لاستحقاقه اللعن.

الحديث الثالث عن عثمان رضي الله عنه: قوله: ((المخضب)) هو بالكسر شبه المركن وهي إجانة يغسل فيها الثياب. والخضخضة تحريك الماء ونحوه. وقوله: ((فاطلعت)) عطف على مقدر يدل عليه قوله: ((وكان إذا أصاب الإنسان)) إلى آخره. واستعمال الفضة هنا كاكتساء الكعبة بالحرير تعظيما وتبجيلا.

الحديث الرابع عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((الكمأة جدرى الأرض)) ((نه)): ((شبه الكمأة بالجدري الذي يظهر في جسد الصبي لظهورها من بطن الأرض، كما يظهر الجدري من باطن الجلد، وأراد به ذمها. وقوله: ((من المن)) أي: هي مما من الله تعالى به على عباده. وقيل شبهها بالمن، وهو العسل الحلو الذي ينزل من السماء صفواً بلا علاج، وكذلك الكمأة لا مؤونة فيها ببذر وسقي.

أقول: كأنهم لما ذموها وجعلوها من الفضلات، التي تتضمن المضرة تدفعها الأرض إلى ظاهرها، كما تدفع الطبيعة الفضلات بالجدري، قابله صلى الله عليه وسلم بالمدح، أي ليست من الفضلات بل هي من فضل الله ومنه أنزله على عباده، أو ليست مما تضمن المضرة، بل هي ثناء للناس كالمن النازل، وماؤها شفاء العين.

((مح)): قيل: هو نفس الماء مجرداً. وقيل: مخلوطاً بدواء. وقيل: إن كان لتبريد ما في العين من حرارة، فماؤها مجرد الشفاء. وإن كان من غير ذلك فمركبا مع غيره. والصحيح بل

<<  <  ج: ص:  >  >>