للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الفصل الثالث

٤٥٦٦ - عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((المعدة حوض البدن، والعروق إليها واردة، فإذا صحت المعدة صدرت العروق بالصحة، وإذا فسدت المعدة صدرت العروق بالسقم)). [٤٥٦٦]

٤٥٦٧ - وعن علي، قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة يصلي، فوضع يده على الأرض، فلدغته عقرب، فناولها رسول الله صلى الله عليه وسلم بنعله فقتلها. فلما انصرف قال:

ــ

رشدة. ومنه قوله تعالى: {وشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ والأَوْلادِ}. قيل: ويحتمل أن يراد به من كان له قرين من الجن يلقي إليه الأخبار وأصناف الكهانة.

الفصل الثالث

الحديث الأول عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((المعدة حوض البدن)) الحديث أورده ابن الجوزي أيضاً في كتاب لقط النافع. شبه صلى الله عليه وسلم المعدة بالحوض، والبدن بالشجر، والعروق الواردة إليها بعروق الشجر الضاربة إلى الحوض، الجاذبة ماءه إلى الأغصان والأوراق، فمتى كان الماء صافياً ولم يكن ملحاً أجاجاً، كان سبباً لنضارة الأشجار وخصارتها، وإلا كان سبباً لذبولها وجفافها. فكذا حكم البدن مع المعدة، وذلك أن الله تعالى بلطيف حكمته وبديع فطرته جعل الحرارة الغريزية في بدن الإنسان مسلطة عليه، تحلل الرطوبات تسليط السراج على السليط. وخلق فيه أيضاً قوة جاذبة سارية في مجاري عروق واردة إلى الكبد، طالبة منه ما صفي منه من الأخلاط، التي حصلت فيه بسبب عروق واردة منه إلى المعدة، جاذبة منها ما انهضم فيها من المشروب والمطعوم؛ ليطبخ في الكبد مرة أخرى فيصير بدلا لما تحلل منه. هذا معنى الصدور بعد الورود؛ لأن العروق مجار لما يرد فيها ويصدر منها كعروق الشجر. فالأسلوب من باب سال الوادي، وجرى الميزاب. فإذا كان ما في المعدة غذاء صالحا، وانحدر من تلك العروق إلى الكبد، يحصل منه الغذاء المحمود للأعضاء خلفا لما تحلل منها وإذا كان فاسداً إما لكثرة أكل وشرب أو إدخال طعام أو غير ذلك، كان سبباً لتوليد الأخلاط الرديئة الموجبة للأمراض الرديئة، وذلك بتقدير العزيز العليم.

الحديث الثاني عن علي رضي الله عنه: قوله: ((فوضع يده على الأرض)) هو جواب ((بينا)) وهذا يؤيد قول من قال: إن ((بينا)) و ((بينما)) ظرفان متضمنان لمعنى الشرط؛ فلذلك اقتضيا

<<  <  ج: ص:  >  >>