للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٥٨٧ - وعن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعجبه إذا خرج لحاجة أن يسمع: يا راشد يا نجيح. رواه الترمذي. [٤٥٨٧]

٤٥٨٨ - وعن بريدة: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يتطير من شيء، فإذا بعث عاملا سأل عن اسمه فإذا أعجبه اسمه فرح به، ورئي بشر ذلك في وجهه. وإن كره اسمه رئي كراهية ذلك في وجهه. وإذا دخل قرية سأل عن اسمها، فإن أعجبه اسمها فرح به ورئي بشر ذلك في وجهه، وإن كره اسمها رئي كراهية ذلك في وجهه. رواه أبو داود. [٤٥٨٨]

٤٥٨٩ - وعن أنس، قال: قال رجل: يا رسول الله! إنا كنا في دار كثر فيها عددنا وأموالنا فتحولنا إلى دار قل فيها عددنا وأموالنا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ذروها ذميمة)) رواه أبو داود. [٤٥٨٩]

ــ

فأمرهم بالتحول منها؛ لأنهم كانوا فيها على استثقال بظلها واستيحاش، فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بالانتقال عنها ليزول عنهم ما يجدون من الكراهة، لا أنها سبب في ذلك.

الحديث السادس عن بريدة: قوله: ((سأل عن اسمه)) ((حس)): ينبغي للإنسان أن يختار لولده وخدمه الأسماء الحسنة؛ فإن الأسماء المكروهة قد توافق القدر. وروى عن سعيد بن المسيب أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال لرجل: ما اسمك؟. قال: جمرة. قال: ابن من؟ قال: ابن شهاب. قال: ممن؟ قال: من الحراقة. قال: أين مسكنك؟ قال: بحرة النار. قال: بأيها؟ قال: بذات لظى. قال عمر: أدرك أهلك قد احترقوا، فكان كما قال عمر رضي الله عنه.

أقول: ونظيره ما حكى أن [رشيدا] سأل رجلا: ما اسمك؟. فقال: سعيد أسعدك الله. قال: ابن من؟. قال: سالم، سلمك الله. قال: أبو من: قال: أبو عمرو عمرك الله. فقال: بارك الله فيك، وأكرمه.

الحديث السابع عن أنس رضي الله عنه: قوله: ((ذروها ذميمة)) ((نه)): أي اتركوها مذمومة، فعليه بمعنى مفعولة. وإنما أمرهم بالتحول عنها إبطالا لما وقع في نفوسهم، من أن المكروه إنما أصابهم بسبب السكنى، فإذا تحولوا عنها انقطعت مادة ذلك الوهم، وزال عنهم ما خامرهم من الشبهة، وهذا كلام الخطابي.

<<  <  ج: ص:  >  >>