للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٥٩٠ - وعن يحيى بن عبد الله بن بحير، قال: أخبرني من سمع فروة بن مسيك يقول: قلت: يا رسول الله! عندنا أرض يقال لها: أبين، وهي أرض ريفنا وميرتنا، وإن وباءها شديد. فقال: ((دعها عنك فإن من القرف التلف)) رواه أبو داود. [٤٥٩٠]

الفصل الثالث

٤٥٩١ - عن عروة بن عامر، قال: ذكرت الطيرة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((أحسنها الفأل، ولا ترد مسلما، فإذا رأي أحدكم ما يكره فليقل: اللهم لا يأتي

ــ

الحديث الثامن عن يحيى: قوله: ((أبين)) ((نه)): هو بوزن ((أحمر)) قرية إلى جانب البحر ناحية اليمن. وقيل: هو اسم مدينة عدن. و ((الريف)) الأرض ذات الزرع والخصب. ((الميرة)) الطعام المجلوب. وإنما هو من باب الطب؛ فإن استصلاح الهواء من أعون الأشياء على صحة الأبدان، وفساد الهواء من أسرع الأشياء إلى الأسقام.

أقول: وسبب إيراد هذا الحديث في هذا الباب أنه زعم أن وباءها من شؤمها، فيجب التحول عنها كما مر في الحديث السابق ((فتحولنا إلى دار قل فيها عددنا)). فأجاب صلى الله عليه وسلم أنه ليس من الشؤم في شيء، فإذا فارقتها لكراهتك إياها. وإلى هذا المعنى أشار شرح السنة بقوله: وأمرهم بالانتقال ليزول عنهم ما يجدون من الكراهية، لا أنها سبب في ذلك.

الفصل الثالث

الحديث الأول عن عروة: قوله: ((أحسنها الفأل)) يجوز أن يحمل على معنى التفضيل فيه على زعم القوم والسائل، يعني أحسنها ما يشابه الفأل المندوب إليه. ومع ذلك لا يرد المسلم عن المضي في حاجته. وفي تخصيص المسلم بالذكر إشعار بالعلية، أي ليس من شأن المسلم الكامل في إسلامه الراسخ في إيمانه ذلك، بل يتوكل على الله تعالى ويمضي لسبيله قائلا: ((اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت)) إلى آخره.

وما ألطف النسج على هذا المنوال؛ فإنه من باب إرخاء العنان في مخادعات الأقوال، يرخى عنان الكلام ويجريه على زعم الخصم واعتقاده، على وجه لا يشمئز عن التفكر فيه فيعثر عند

<<  <  ج: ص:  >  >>