للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٦٠٣ - وعن الربيع مثله، وزاد: والله ما جعل الله في نجم حياة أحد، ولا رزقه، ولا موته؛ وإنما يفترون على الله الكذب ويتعللون بالنجوم.

٤٦٠٤ - وعن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من اقتبس بابا من علم النجوم لغير ما ذكر الله؛ فقد اقتبس شعبة من السحر، المنجم كاهن، والكاهن ساحر، والساحر كافر)) رواه رزين.

ــ

فإن قالوا: فما قولكم في المنجمين إنهم مخطئون في جميع ما يحكمون مكابرون للعقول؟ قلنا: إنا نقول: إنهم مخطئون في أصولهم عن شبه وقعت لهم، فلا يعرفون بطلان قولهم مكابرة للعقول ولا بالضرورة، بل جزموا على مقتضى قواعد بنوها على أصول فاسدة وقعت الشبهة لسلفهم في أصول قواعدهم، فربما يصيبون في تركيب الفروع على تلك الأصول، لمنزلتهم في الأحكام كمنزلة أصحاب الحدس والتخمين، وأصحاب الزوج والفرد، فربما يصيبون اتفاقا لا عن ضرورة وربما يخطئون. وكثيرا ما نجد من الفلاحين والملاحين يعتبرون نوع ما اعتادوا من توقع المطر وهبوب الرياح في أوقات راعوها بدلالات، ادعوا أنهم جربوها في السماء والهواء وغير ذلك، فيحصل بعض أحكامهم اتفاقا لا تحقيقا.

وقلت: ومنه ما روى بان جنى في المحتسب أن ابنة مغفر بن حمار البارقي شامت برقا فقالت: يا أبت! جاءتك السماء فقال: كيف ترينها؟ قالت: كأنها عين جمل طريف، فقال: ارعي غنيماتك، فرعت مليا ثم جاءته، فقالت: يا أبت! قد جاءتك السماء، فقال: كيف ترينها؟ قالت: كأنها فرس دهماء تجر جلالها. فقال: ارعي غنيماتك، فرعت مليا ثم جاءته فقالت: يا أبت جاءتك السماء بشيء قال: كيف ترينها؟ قالت: سطحت وابيضت. فقال: أدخلي غنيماتك فجادت السماء بشيء شطأ له الزرع، والشطأ فراخ الزرع. وصنف ابن دريد كتابا في هذا المعنى، وفيه هذه القصة. وروايته: كان أعرابي ضرير تقوده ابنته، وهي ترعى غنيمات له، فرأت سحابا، فقالت: يا أبت إلى آخرها. وفيه قال: أخبرنا أبو حاتم عن عبيدة قلت لأعرابي: ما أسح الغيث؟. فقال: ما ألحقته الجنوب ومرته الصبا ونتجته الشمال، ثم قال: أهلك والليل ما ترى إلا أنه قد أخذه المطر.

<<  <  ج: ص:  >  >>