للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٤٦٠٧ * وزاد مالك برواية عطاء بن يسار: ((يراها الرجل المسلم أو ترى له)). [٤٦٠٧]

٤٦٠٨ - وعن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة)) متفق عليه.

٤٦٠٩ - وعن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من رآني في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي)) متفق عليه.

ــ

الحديث الثاني عن أنس رضي الله عنه: قوله: ((الرؤيا الصالحة)) ((تو)): قيل: معناه أن الرؤيا جزء من أجزاء علم النبوة، والنبوة غير باقية وعلمها باق، وهو معنى قوله صلى الله عليه وسلم: ((ذهبت النبوة وبقيت المبشرات الرؤيا الصالحة)). ونظير ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: ((السمت الحسن التؤدة والاقتصاد جزء من أربعة وعشرين جزءا من النبوة)) أي من أخلاق أهل النبوة. وقيل: معناه أنها تجيء على موافقة النبوة؛ لا أنها جزء باق من النبوة. وقيل: إنما قصر الأجزاء على ستة وأربعين؛ لأن زمان الوحي كان ثلاثا وعشرين سنة، وكان أول ما بدئ به من الوحي الرؤيا الصالحة، وذلك في ستة أشهر من سني الوحي، ونسبة ذلك إلى سائرها نسبة جزء إلى ستة وأربعين جزءا.

قال: أما حصر سني الوحي في ثلاث وعشرين، فإنه مما ورد به الروايات المعتد بها مع اختلاف في ذلك. وأما كون زمان الرؤيا فيها ستة أشهر، فشيء قدره هذا القائل في نفسه، لم يساعده فيه النقل، وأرى الذاهبين إلى التأويلات التي ذكرناها قد هالهم القول بأن الرؤيا جزء من النبوة. وقد قال صلى الله عليه وسلم: ((ذهبت النبوة)) ولا حرج على أحد في الأخذ بظاهر هذا القول؛ فإن جزءا من النبوة لا يكون نبوة كما أن جزءا من الصلاة على الانفراد لا يكون صلاة. وكذلك عمل من أعمال الحج وشعبة من شعب الإيمان.

وأما وجه تحديد الأجزاء بستة وأربعين: فأرى ذلك مما يجتنب القول فيه ويتلقى بالتسليم؛ فإن ذلك من علوم النبوة التي لا تقابل بالاستنباط ولا يتعرض له بالقياس، وذلك مثل ما قال في حديث عبد الله بن سرجس في السمت الحسن والتؤدة والاقتصاد: ((أنها جزء من أربعة وعشرين جزءا من النبوة)). وقلما يصيب مؤول في حصر هذه الأجزاء ولئن قيض له الإصابة في بعضها، لما يشهد له الأحاديث المستخرج منها لم يسلم له ذلك في البقية. انتهى كلامه. وقد وافقه الشيخ محيي الدين في شرح صحيح مسلم في قدحه في كون زمان الرؤيا فيها ستة أشهر، وقال: لم يثبت أن أصل رؤياه صلى الله عليه وسلم قبل النبوة سنة أشهر.

الحديث الثالث والرابع عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((فقد رآني)) الشرط والجزاء

<<  <  ج: ص:  >  >>