مرخاة، وعند رأس الصراط داع يقول: استقيموا على الصراط ولا تعوجوا، وفوق ذلك داع يدعو، كلما هم عبد أن يفتح شيئاً من تلك الأبواب قال: ويحك! لا تفتحه، فإنك إن تفتحه تلجه)). ثم فسره فأخبر:((أن الصراط هو الإسلام، وأن الأبواب المفتحة محارم الله، وأن الستور المرخاة حدود الله، وأن الداعي على رأس الصراط هو القرآن، وأن الداعي من فوق واعظ الله في قلب كل مؤمن)) رواه رزين، ورواه أحمد [١٩١].
١٩٢ - والبيهقي في ((شعب الإيمان)) عن النواس بن سمعان، وكذا الترمذي عنه إلا أنه ذكر أخصر منه. [١٩٢].
ــ
من: أرخيت الشيء إرخاء. و ((حدود الله)) الحد الفاصل بين العبد ومحارم الله تعالى، كما قال الله تعالى:{تلك حدود الله فلا تقربوها}.
و ((واعظ الله)) هو لمة الملك في قلب المؤمن، واللمة الأخرى هي لمة الشيطان، وإنما جعل لمة الملك التي هي واعظ الله فوق داعي القرآن لأنه إنما ينتفع به إذا كان المحل قابلاً، ومن ثم قال الله تعالى:{هدى للمتقين} وفي قوله: ((وعن جنبتي الصراط سوران)) إشارة إلى قوله تعالى: {وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل} والسبل هي الخطوط التي على يمين الصراط ويساره كالسورين، والمشار إليه بـ ((هذا)) ما دل عليه قوله تعالى: {أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئاً} الآية، فإن تلك الخطوط أشار بها في الحديث السابق إلى الاعتقادات الفاسدة، والأهواء الزائغة التي ينبئ عنها قوله تعالى:{ألا تشركوا به شيئاً}.