تسمع ما قالوا؟ قال:((أو لم تسمعي ما قلت، رددت عليهم، فيستجاب لي فيهم، ولا يستجاب لهم في)).
وفي رواية لمسلم. قال:((لا تكوني فاحشة، فإن الله لا يحب الفحش والتفحش)).
٤٦٣٩ - وعن أسامة بن زيد: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بمجلس فيه أخلاط من المسلمين والمشركين عبدة الأوثان، واليهود، فسلم عليهم. متفق عليه.
ــ
حكمها حكم المفرد في التشريك، كقولك: أصبح زيد قائما وعمرو قاعداً، وشبهه، وإن كانت الجملة معطوفة على غير ذلك كقولك: قام زيد وخرج عمرو.
وبهذا تبين أن معنى الواو على ما ذكرناه من تقدير حصول الأمرين تم كلامه، هذا على تقدير أن تكون جملتين وعطفت إحداهما على الأخرى. وإذا عطفت على الخبر نظراً إلى عطف الجملة على الجملة لا على الاشتراك جاز أيضاً.
قال ابن جني في قوله تعال:{والنجم والشجر يسجدان}، إن قوله:{والسماء رفعها} عطف على ((يسجدان)) وهو جملة من فعل وفاعل، نحو قولك: قام زيد وعمرواً ضربته. وقال ابن الحاجب في الأمالى في قوله تعالى:{تقاتلونهم أو يسلمون}: الرفع فيه وجهان: أن يكون مشتركا بينه وبين ((تقاتلون)) في العطف، والآخر أن يكون جملة مستقلة معطوفة على الجملة التي قبلها باعتبار الجملة لا باعتبار الإفراد. وقال في الشرح: الرفع على الاشتراك أو على الابتداء بجملة معربة إعراب نفسها، غير مشترك بينها وبين ما قبلها في عامل واحد، إذ الجملة الاسمية لا تكون معطوفة على جملة فعلية باعتبار التشريك ولكن باعتبار الاستقلال.
انتهى كلامه.
والسام الموت وألفه منقلبه عن واو. ورواه قتادة مهموزاً وقال: معناه: تسأمون دينكم. يقال: سئمة، ورواه غيره:((السام)) وهو الموت، فإن كان عربيا فهو من سام يسوم إذا مضى؛ لأن الموت مضى. و ((الفحِش)) هو ما يشتد قبحه من الذنوب والمعاصي، وأراد به هنا التعدي في القول والجواب لا الفحش الذي هو من رديء الكلام. و ((المتفحش)) الذي يتكلف ذلك ويتعمده.
الحديث الثاني عشر عن أسامة: قوله: ((فسلم عليهم)) ((مح)): لو مر على جماعة منهم مسلمون أو مسلم وكفار، فالسنة أن يسلم ويقصد المسلمين أو المسلم. ولو كتب كتابا إلى مشرك فالسنة أن يكتب كما كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى هرقل:((سلام على من اتبع الهدى)).
وقوله:((عبدة الأوثان)) بدل من ((المشركين))، وكذا قوله:((واليهود))، وجعلهم مشركين إما لقولهم: عزيز ابن الله، وإما للتغليب أو للتقدير، كقولك: