قال:((اصطبر)).قال: إن عليك قميصا وليس علي قميص. فرفع النبي صلى الله عليه وسلم عن قميصه، فاحتضنه وجعل يقبل كشحه قال: إنما أردت هذا يا رسول الله، رواه أبو داود. [٤٦٨٥]
٤٦٨٦ - وعن الشعبي: أن النبي صلى الله عليه وسلم تلقي جعفر بن أبي طالب، فالتزمه وقبل ما بين عينيه. رواه أبو داود، والبيهقي في ((شعب الإيمان)) مرسلا.
وفي بعض نسخ ((المصابيح)):وفي ((شرح السنة)) عن البياضي متصلا [٤٦٨٦]
ــ
حضير قال: إن رجلا من الأنصار كان فيه مزاح، فبينما هو يحدث القوم يضحكهم، إذ طعنه النبي صلى الله عليه وسلم بعود كان في يده قال: اصبرني يا رسول الله، قال: اصطبر إلى اخره. فليس المراد بقوله رجل من الأنصار هو أسيد بن حضير، فلا يجوز جره بل هو مرفوع على أنه مبتدأ ومخصصه قوله:((من الأنصار)) وخبره قوله: ((قال)) مع فاعله المستكن فيه و ((بينما)) ظرف: ((قال)).والضمير في قوله:((فيه)) ((للرجل))،و ((كان فيه مزاح)) جملة حالية ((يحدث)) وقعت بين قوله: ((يضحكهم)).وقوله:((بينما)) مع ما بعده مقول لـ ((قال)) و ((بينما)) ظرف لقوله: ((طعنه)) أو لمحذوف دل عليه الفعل الظاهر، والتقدير: بينما يضحكهم فأضحكهم فطعنه النبي صلى الله عليه وسلم عطف على قوله ((يضحكهم)).
أقول: الحديث على ما هو في المتن والمصابيح مثبت في سنن أبو داود وفي نسخة يعتمد عليها. فبقي أن يقال: إن الرجل الذي طعن النبي صلى الله عليه وسلم في خاصرته هل هو أسيد بن حضيره أو غيره؟،فعلى ما في جامع الأصول غيره، وعلى ما في شرح السنة أنه هو: ولفظه هكذا: ((عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أسيد بن حضير، ((بينما هو يحدث القوم ويضحكهم وكان فيه مزاح، فطعنه النبي صلى الله عليه وسلم)) الحديث. وكان أسيد بن حضير من نقباء الأنصار. وتنزيل الحديث على هذه الرواية أسهل وأبعد من التكلف من تلك الرواية، وما قيل: أن ((قال)) خبر و ((بينما)) ظرف له خارج عن السداد. فقوله:((رجل)) بدل من ((أسيد)).وقال قول الراوي، أي قال الراوي- وهو عبد الرحمن- بينما أسيد يحدث ... إلى آخره. ولو كان القائل أسيد رضي الله عنه لقال: بينما أنا و ((بينما)) الثانية بدل منها، وقوله:((فطعنه)) هو الجوب والعامل في ((بينما)).
الجوهري: المزاح بالضم الاسم والمزاحة أيضا، وأما المزاح بالكسر فهو مصدر مازحه وهما يتمازحان. قوله:((أصبرني)) ((نه)):أي أقدني من نفسك. قال: استقد. يقال: أصبر فلان