٤٦٩٠ - وعن البراء، قال: دخلت مع أبي بكر ((رضي الله عنهما))،أول ما قدم المدينة، فإذا عائشة ابنته مضطجعة، قد أصابها حمى، فأتاها أبو بكر، فقال: كيف أنت يا بنية؟ وقبل خدها. رواه أبو داود. [٤٦٩٠]
٤٦٩١ - وعن عائشة ((رضي الله عنها)).أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى بصبي، فقبله، فقال:((أما إنهم مبخلة مجبنة، وإنهم من ريحان الله)) رواه في ((شرح السنة)). [٤٦٩١]
الخير والتزي بزي الصالحين، والهدى السيرة السوية يقال: هدى هدي فلان إذا سار مسيره. قال الشاعر:
والدل حسن الشمائل، وأصله من دل المرأة وهو شكلها، وذلك يستحسن منها وقد دلت تدل ((تو)) كأنها أشارت بالسمت إلى ما يرى على الإنسان من الخشوع والتواضع لله، وبالهدى إلى ما يتحلى به من السكينة والوقار، وإلى ما يسلكه من المنهج المرضي وبالدل إلى دماثة الخلق وحسن الحديث.
الحديث الثاني عشر عن عائشة رضي الله عنها: قوله: ((مبخلة)) ((نه)):المبخلة مفعلة من البخل ومظنة له، أي يحمل أبويه على البخل ويدعوهما إليه فيبخلان بالمال بأجله.
((فا)):معناه أن الولد يوقع أباه في جبن خوفا من أن يقتل- أي في الحرب- فيضيع ولده بعده. وفي البخل إبقاءه على ماله له، والواو في ((وأنهم)) للحال، كأنه قال: مع أنهم من ريحان الله أي فيعلان من الروح؛ لأن انتعاشه بالرزق. ويجوز أن يراد بالريحان المشموم، لأن الشمامات تسمى ريحانا. ويقال: حباه بطاقة نرجس وبطاقة ريحان، فيكون المعنى: وإنهم مما أكرم الله به الأناسى وحباهم به؛ أو لأنهم يشمون ويقبلون فكأنهم من جملة الرياحين التي أنبتها الله تعالى. أقول: قوله: ((أما إنهم إلى آخره)) تذييل للكلام السابق، ولذلك جمع الضمير الراجع إلى الصبي ليعقب الحكم الخاص بالعام. ويؤكده فيدخل فيه دخلولا أوليا. وقوله:((وإنهم لمن ريحان الله)) من باب الرجوع، ذمهم أولا ثم رجع منه إلى المدح.