للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٧٣٣ - وعنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا عطس أحدكم فليقل: الحمدلله، وليقل له أخوه- أو صاحبه-:يرحمك الله. فإذا قال له: يرحمك الله، فليقل: يهديكم الله ويصلح بالكم)) رواه البخاري.

٤٧٣٤ - وعن أنس، قال: عطس رجلان عن النبي صلى الله عليه وسلم، فشمت أحدهما ولم يشمت الآخر. فقال الرجل: يا رسول الله! شمت هذا ولم تشمتني قال: ((إن هذا حمد الله، ولم تحمد الله)) متفق عليه.

ــ

بالهمزة التنفس الذي ينفتح منه الفم، وهو إنما ينشأ من الامتلاء وثقل النفس وكدورة الحواس ويورث الغفلة والكسل وسوء الفهم، ولذلك كرهه الله تعالى وأحبه الشيطان وضحك منه. والعطاس لما كان سببا لخفة الدماغ واستفراغ الفضلات عنه وصفاء الروح وتقوية الحواس كان أمره بالعكس. ((خط)):صار العطاس محمودا؛ لأنه يعين على الطاعات، والتثاؤب مذموما؛ لأنه يثنيه عن الخيرات فالمحبة والكراهة تنصرف إلى الأسباب الجالبة لهما. وإنما أضيف إلى الشيطان؛ لأنه هو الذي يريد للنفوس شهوتها، فإذا قيدها يعني إذا بالغ في التثاؤب ضحك الشيطان فرحا بذلك. وقيل: ما تثاءب نبي قط. قوله: ((سمعه)) ((حس)):فيه دليل على أنه ينبغي أن يرفع صوته بالتحميد حتى يسمع من عنده ويستحق التشميت.

قوله: ((وأما التثاؤب فإنما هو من الشيطان)) هذا القيد يؤذن بأن العطاس من الله تعالى وهو نعمة سنية؛ لأنها المؤدية إلى الطاعات، فتستدعي الحمد عليها وعلى من سمع إرشاده إلى ما يزلفه إلى رحمة الله تعالى من الطاعات. وعليه أن يكافئه بالدعاء بالهداية وإصلاح شأنه وحاله بالتوفيق في أمور الدين والدنيا.

((مح)): اتفقوا على أنه يستحب للعاطس أن يقول عقيب عطاسه: الحمدلله، فلو زاد ((رب العالمين)) لكان أحسن. ولو قال: الحمدلله على كل حال كان أفضل. ويستحب للسامع أن يقول له: يرحمك الله أو رحمك الله أو رحمكم الله أو يرحمكم الله. وللعاطس: يهديكم الله ويصلح بالكم أو يغفر الله لنا ولكم. وقول السامع: يرحمك الله سنة على الكفاية، لو قاله بعض الحاضرين أجزأ عنهم، ولكن الأفضل أن يقول كل واحد منهم لظاهر قوله: ((كان حقا على كل مسلم سمعه)).هذا على مذهب الشافعي، ومذهب مالك في التشميت اختلاف في أنه واجب أو سنة. انتهى كلامه. فمن نظر إلى ظاهر قوله: ((حقا)) أوجبه. ومن جعله من جملة ما في قوله صلى الله عليه وسلم: ((حق المسلم على المسلم ست)) جعله سنة.

<<  <  ج: ص:  >  >>