٤٧٣٥ - وعن أبي موسى، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إذا عطس أحدكم فحمد الله فشمتوه، وإن لم يحمد الله فلا تشمتوه)) رواه مسلم.
٤٧٣٦ - وعن سلمة بن الأكوع، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم وعطس رجل عنده، فقال له:((يرحمك الله)) ثم عطس أخرى، فقال:((الرجل مزكوم)) رواه مسلم وفي رواية للترمذي أنه قال له في الثالثة: ((إنه مزكوم)).
٤٧٣٧ - وعن أبي سعيد الخدري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:((إذا تثاءب أحدكم فليمسك بيده على فمه، فإن الشيطان يدخل)) رواه مسلم.
ــ
الحديث الثاني إلى الرابع عن أبي موسى قوله:((فشمتوه)) ((قض)):تشميت العاطس أن يقال له: يرحمك الله. وكان أصله إزالة الشماتة فاستعمل للدعاء بالخير لتضمنه ذلك. ((حس)):فيه بيان بأن العاطس إذا لم يحمد الله لا يستحق التشميت. قال المحكول: كنت إلى جنب ابن عمر فعطس رجل من ناحية المسجد، فقال: يرحمك الله إن كنت قد حمدت الله. فقال الشعبي: إذا سمعت الرجل يعطس من وراء جدار فحمد الله فشمته. وقيل: قال إبراهيم: إذا عطست فحمدت الله وليس عندك أحد فقل: يغفر الله لي ولكم؛ فإنه يشمتك من سمعك.
الحديث الخامس والسادس عن سلمة: قوله: ((فقال)) الظاهر أن يقال: ((يقول له))؛لأنه حال النبي صلى الله عليه وسلم، الكشاف في قوله تعالى:} إننا سمعنا مناديا ينادي {.تقول: سمعت زيدا يتكلم فتوقع الفعل عليه، وتحذف المسموع وتجعله حالا له فأغناك عن ذكره. فإذا مقتضى الكلام أن يقال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم فشمته فقال ..... فلا إشكال حينئذ.
قوله:((إنه مزكوم)) كذا في نسخ المصابيح، وفي جامع الأصول عن الترمذي: أنت مزكوم. ((مح)):يعني أنك لست ممن يشمت بعد هذا؛ لأن هذا الذي بك مرض. فإن قيل: فإذا كان مريضا فكان ينبغي أن يدعي له؛ لأنه أحق بالدعاء من غيره. فالجواب أن يستحب أن يدعي له لكن غير دعاء العاطس، بل دعاء المسلم للمسلم بالعافية والسلامة ونحو ذلك. ولا يكون من باب التشميت.