للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٧٥١ - وعن جابر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((سموا باسمي ولا تكتنوا بكنيتي، فإني إنما جعلت قاسما أقسم بينكم)).متفق عليه.

٤٧٥٢ - وعن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن أحب أسمائكم إلى الله: عبد الله، عبد الرحمن)) رواه مسلم.

٤٧٥٣ - وعن سمرة بن جندب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تسمين غلامك؛ يسارا، ولا رباحا، ولا نجيحا، ولا أفلح، فإنك تقول: أثم هو؟ فلا يكون، فيقول: لا)) رواه مسلم. وفي رواية له، قال: ((لا تسم غلامك رباحا، ولا يسارا، ولا أفلح، ولا نافعا))

ــ

وخامسها: أنه نهى عن التكني بأبي القاسم مطلقا. وأراد المقيد وهو نهي عن التسمية بالقاسم. وقد غير مروان بن الحكم اسم ابنه حين بلغه هذا الحديث فسماه عبد الملك. وكان اسمه القاسم، وكذا عن بعض الأنصار.

وسادسها: أن التسمية بمحمد ممنوعة مطلقا. وجاء فيه حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ((تسمون أولادكم بمحمد ثم تلعنونهم)) وكتب عمر إلى الكوفة: لا تسموا أحدا باسم النبي صلى الله عليه وسلم وسببه أنه سمع رجلا يقول لمحمد بن يزيد بن الخطاب: فعل الله بك يا محمد؛ فدعاه عمر رضي الله عنه فقال: ((أرى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يسب بك؛ والله لا تدعى محمد ما بقيت. وسماه عبد الرحمن. وهذا أكثره من كلام الشيخ محيي الدين النواوي. وقال أيضا: أجمعوا على جواز التسمية الأنبياء إلا ما قدمناه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه. وكره مالك التسمي بأسماء الملائكة كجبريل.

الحديث الثالث عن سمرة: قوله: ((لا تسمين)) ((مح)):قال أصحابنا: يكره التسمي بالأسماء المذكورة في الحديث وما في معناها، وهي كراهة تنزيه لا تحريم. والعلة فيها ما نبه صلى الله عليه وسلم بقوله: ((أثم هو؟)) فيقول: ((لا)) فكره لشناعة الجواب.

((حس)):معنى هذا أن الناس يقصدون بهذه الأسماء التفاؤل لحسن ألفاظها ومعانيها. وربما ينقلب عليهم ما قصدوه إلى الضد وسألوا، فقالوا: أثم يسارا أو نجيح؟ فقيل: ((لا)) فيتطيروا بنفيه، وأضمروا اليأس من اليسر وغيره، فنهاهم عن السبب الذي يجلب سوء الظن والإياس من الخير، قال حميد بن زنجويه: فإذا ابتلى رجل في نفسه أو أهله ببعض هذه الأسماء فليحوله إلى غيره، فإن لم يفعل وقيل: أثم أو بركة؟ فإن من الأدب أن يقال: كل ما هنا يسر وبركة والحمدلله، ويوشك أن يأتي الذي تريده. ولا يقال: ((ليس هنا)) ولا ((خرج)).والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>