٤٧٥٤ - وعن جابر، قال: أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن ينهى عن أن يسمى بيعلى وببركة وبأفلح وبيسار وبنافع وبنحو ذلك. ثم سكت بعد عنها، ثم قبض ولم ينه عن ذلك، رواه مسلم.
٤٧٥٥ - وعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أخنى الأسماء يوم القيامة عند الله رجل يسمى ملك الأملاك)) رواه البخاري. وفي رواية لمسلم، قال:((أغيظ رجل على الله يوم القيامة وأخبثه رجل كان يسمى ملك الأملاك لا ملك إلا الله)).
ــ
الحديث الرابع عن جابر: قوله: ((أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن ينهي)) كأنه لما رأي أمارات وسمع ما يشعر بالنهي لم يقف على النهي صريحا قال ذلك، وقد نهاه صلى الله عليه وسلم في الحديث السابق لسمرة وشهادة الإثبات أثبت.
الحديث الخامس عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((أخنى الأسماء)) قال في أساس البلاغة: الخنى الفحش، وقد خنى عليه في كلامه أفحش عليه. ومن المجاز أخنى عليهم الدهر، بلغ منهم بشدائده وأهلكهم، وأصابهم خنى الدهر. قال لبيد:
فإن هجدنا فقد طال السرى وقدرنا أن خنى الدهر غفل
أقول: لابد في الحديث من الحمل على المجاز؛ لأن التقييد بيوم القيامة مع أن حكمه في الدنيا كذلك؛ للإشعار بترتب ما هو مسبب عنه من إنزال الهوان وحلول العذاب. والرواية الأخرى لمسلم: أخنع اسم عند الله)).
قال الشيخ محيي الدين: سأل أحمد بن حنبل أبا عمرو عن ((أخنع)) فقال: أوضع، المعنى: أشد ذلا وصغارا يوم القيامة. وقال أبو عبيد: معنى أخنع: أي أقتل. والخنع القتل الشديد. انتهى كلامه. وقوله:((رجل يسمى)) خبر ((أخنى)) ولابد من التأويل ليطابق الخبر المبتدأ وهو على وجهين: أحدهما: أن يقدر مضاف في الخبر أي: اسم رجل. وثانيهما: أن يراد بالاسم المسمى مجازا، أي أخنى الرجال رجل، كقوله تعالى:} سبح اسم ربك الأعلى {.وفيه من المبالغة أنه إذا قدس اسمه عما لا يليق بذاته فكأن ذاته بالتقديس أولى. وهذا إذا كان الاسم محكوما عليه بالهوان والصغار، فكيف بالمسمى، وإذا كان حكم المسمى ذلك فكيف بالمسمى، هذا إذا رضي المسمى بذلك الاسم واستمر عليه ولم يبدله. وهذا التأويل أبلغ من الأول وأولى؛ لأنه موافق لرواية مسلم:((أغيظ رجل)).