قوله:((أغيظ الرجل)) ((قض)):أي أكثر من يغضب عليه غضبا، اسم تفضيل بني للمفعول كـ ((ألوم)) أضافه إلى المفرد على إرادة الجنس والاستغراق فيه.
أقول: و ((علي)) ليست بصلة لـ ((أغيظ)) كما يقال: اغتاظ على صاحبه ويغيظ عليه وهو مغيظ محنق؛ لأن المعنى يأباه كما لا يخفي. ولكن بيان، كأنه لما قيل: أغيظ رجل، قيل: على من؟ قيل: على الله تعالى، كقوله تعالى:} هيت لك {.فإن ((لك)) بيان لاسم الصوت.
((نه)):هذا مجاز الكلام المعدول عن ظاهره، فإن الغيظ صفة تعتري المخلوق، عند احتداده يتحرك لها. والله تعالى يتعالى عن ذلك وإنما هو كناية عن عقوبته للمسمى بهذا الاسم، أي أنه أشد أصحاب هذه الأسماء عقوبة عند الله تعالى.
أقول: إن الغيظ والغضب من الأعراض النفسانية لها بدايات وغايات. فإذا وصف الله تعالى بها، يتعين حملها على الغايات من الانتقام بإنزال الهوان وحلول العقاب، لا على بداياتها من التغيير النفساني، فعلى هذا في ((على)) معنى الوجوب أي واجب على الله تعالى على سبيل الوعيد أن يغيظ عليه وينكل به ويعذبه أشد العذاب.
قوله:((ملك الأملاك)) ((مح)):زاد ابن أبي شيبة في روايته ((لا مالك إلا الله تعالى)) قال سفيان: مثل شاهنشاه. قال القاضي عياض: وقع في رواية ((شاه شاه)).قال: وزعم بعضهم أن الأصوب شاه شاهان. قال القاضي: فلا ينكر مجيء ما جاءت به الرواية؛ لأن كلام العجم مبني على التقديم والتأخير في المضاف والمضاف إليه انتهى كلامه. فيتغير الاعتبار بكون المعنى شاهان شاه. ثم قال القاضي عياض: ومنه قولهم: شاه ملك وشاهان الملوك وكذا ما يقولون: قاضي القضاة. أي يتسمى باسم الله عزوجل كقوله:((الرحمن الجبار العزيز)).
((حس)):والذي قاله سفيان أشبه وكل له وجه.
أقول: تأويل الوجه الثاني هو أن يقال: معنى قوله: ((يسمى ملك الأملاك)) أي يسمى باسم من له الوصف وهو الله تعالى ونظيره قوله تعالى:} ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم {.إلى آخر الآيات الثلاثة. وليس هذا من مقول الكفار وجوابهم، بل جوابهم:((الله)) فحسب، يعني أنك إذا سألت الكفار: من خلق السموات والأرض؟ ينسبون الخلق إلى من هذه صفاته وهو الله تعالى.
ولو شئت قلت: هذه الوجه أبلغ؛ لأنه من باب الكناية؛ فإنهم يكنون بأخص الأوصاف