للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الفصل الثالث

٤٨٠٥ - عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يضع لحسان منبرا في المسجد يقوم عليه قائما، يفاخر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو ينافح. ويقول صلى الله عليه وسلم: ((إن الله يؤيد حسان بروح القدس ما نافح أو فاخر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم)) رواه البخاري.

٤٨٠٦ - وعن أنس، قال: كان للنبي حاد يقال له: أنجشة، وكان حسن الصوت. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ((رويدك يا أنجشة لا تكسر القوارير)).قال قتادة: يعني ضعفة النساء. متفق عليه.

٤٨٠٧ - وعن عائشة رضي الله عنها، قالت: ذكر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم الشعر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((هو كلام، فحسنه حسن، وقبيحه قبيح)).رواه الدارقطني. [٤٨٠٧]

ــ

الفصل الثالث

الحديث الأول عن عائشة رضي الله عنها: قوله: ((يفاخر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم)) أي لأجله وجهته. و ((عن)) فيه كما في قوله: ((ينهون عن أكل وشرب))،وليس ((عن)) فيه كما في قوله: ينافح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أي يدافع عنه، قال في أساس البلاغة: يقال: تفاخرت أنا وصاحبي إلى فلان فأفخرني غلبني. انتهى كلامه. ويحتمل أن يكون مجازا، أي يذب عن مفاخره وطعنهم فيها.

الحديث الثاني عن أنس رضي الله عنه: قوله: ((حاد)) قال في أساس البلاغة: حدا الإبل حدوا وهو حادي الإبل وهم حداتها، وحدا بها حداء إذا غنى لها.

قوله: ((بالقوارير)) ((نه)): أراد به النساء، شبههن بالقوارير من الزجاج؛ لأنه يسرع إليها الكسر. وكان أنجشة يحدو وينشد العريض والرجز، فلم يأمن أن يصيبهن، أو يقع في قلوبهن حداؤه، فأمره بالكف عن ذلك. وفي المثل: الغناء رقية الزنا. وقيل: أراد أن الإبل إذا سمعت الحداء، أسرعت في المشي واشتدت، فأزعجت الراكب وأتعبته، فنهاه عن ذلك؛ لأن النساء يضعفن عن شدة الحركة. وواحدة القوارير قارورة سميت بها؛ لاستقرار الشراب فيها.

أقول: القوارير استعارة لأن المشبه به غير مذكور والقرينة حالية لا مقالية، والكسر ترشيح لها، ولما كانت الاستعارة مسبوقة بالتشبيه قال: شبههن .... إلخ.

<<  <  ج: ص:  >  >>