للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٨٠٤ - عن صخر بن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، عن جده، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن من البيان سحرا، وإن من العلم جهلا، وإن من الشعر حكما، وإن من القول عيالا)).رواه أبو داود. [٤٨٠٤]

ــ

المصابيح، وهو تكرار لطول الكلام؛ لأن قوله ((لو قصد)) هو المقول لقوله: ((قال يوما)) وقوله: ((قام الرجل)) حال، فلما وقع بينهما، طال الكلام فأعاد ((قال عمرو)) ونظيره قول الحماسي:

وإن امرأ دامت مواثيق عهده على مثل هذا إنه لكريم

قوله: ((لكريم)) خبر ((إن)) الأول، وأعاد ((إنه)) لطول الكلام.

قوله: ((لو قصد)) ((تو)):أي لو أخذ في كلامه الطريق المستقيم والقصد ما بين الإفراط والتفريط. ومعنى قوله: ((أن أتجوز)) أي أسرع فيه وأخفف المؤنة عن السامع، من قولهم: تجوز في صلاته أي خفف.

الحديث التاسع عن صخر: قوله: ((وإن من العلم جهلا)) ((نه)):قيل هو أن يتعلم من العلوم ما لا يحتاج إليه كالنجوم، وعلم الأوائل، ويدع ما يحتاج إليه في دينه من القرآن والسنة، فالاشتغال به يمنعه عن التعلم لما هو محتاج إليه، فيكون جهلا له. قال الأزهري: وقيل هو أن لا يعمل بعلمه فيكون ترك العمل بالعلم جهلا، ومصداقه قوله تعالى:} مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا {.

قوله: ((وإن من القول عيالا)) ((نه)):هو عرضك حديثك وكلامكم على من لا يريده، وليس من شأنه، يقال علت الضالة أعيل عيلا إذا لم تدر أي جهة تبغيها، كأنه لم يهتد لمن يطلب كلامه فيعرضه على من لا يريده.

أقول: يحتمل أن يراد بالعيال الثقل؛ قال الراغب: العيال جمع عيل، لما فيه من الثقل، وعاله تحمل ثقل مؤنته ومنه العول وهو ما يثقل من المصيبة. انتهى كلامه. فهو يحتمل وجهين: أحدهما: أن يعبر به عن الوبال، كما جاء: أن البلاء موكل المنطق. وثانيهما: أراد به الملال، فالسمع أحد الرجلين: إما عالم ولا يريد سماع كلامك فيمل، أو جاهل فلا يفهم ما تقول فيسأم.

<<  <  ج: ص:  >  >>