٤ - وعن ابن عمر، قال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (الإيمان بضع وسبعون شعبة، فأفضلها: قول لا إله إلا الله، وأدناها: إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان). متفق عليه.
ــ
وجل) في تقديم الفاتحة التي هي أم القرآن المشتملة على ما بعدها إجمالا براعة للاستهلال، والله أعلم بالأسرار.
قوله:(فلبثت مليّا) أي زمانا طويلًا، يقال: عشت معه ملاوة من الدهر (بالحركات الثلاث). ويقال لليل والنهار: الملوان. وفي رواية أبي داود والنسائي:(قال عمر: فلبثت مليّا).
قوله:(فإنه جبرئيل) الفاء فيه جزاء شرط محذوف. تقديره: أما إذا فوضتم العلم إلى الله عز وجل وإلى رسوله - صلى الله عليه وسلم - وقرينة الشرط المحذوف قولهم:(الله ورسوله أعلم). (قض): جبريل (عليه السلام) ملك متوسط بين الله ورسوله، ومن خواص الملك أن يتمثل للبشر، فيراه جسما مشكلا محسوسًا. ثم الدليل عليه اتفاق الحاضرين من الصحابة الكرام على ذلك، وروى محيي السنة أنه - صلى الله عليه وسلم - قال لعمر (- رضي الله عنه -): (ذاك جبريل أتاكم يعلمكم أمر دينكم، وما أتى في صورة إلا عرفته فيها إلا صورته هذه). (تو): هذه الأسئلة والأجوبة صدرت قبيل حجة الوداع في السنة العاشرة من الهجرة قريب انقطاع الوحي واستقرار الشرع.
الحديث الثاني عن ابن عمر (- رضي الله عنه -) قوله: (بني الإسلام على خمس). (غب): الإسلام الدخول في السلم، وهو أن يسلم كل واحد منهما أن يناله ألم من صاحبه. والإيمان هو الإذعان للحق على سبيل التصديق له باليقين. هذا أصله، ثم صار اسما لشريعو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كالإسلام. (مح): وفي رواية وقع: (خمسة) بالهاء على تأويل أركان، أو أشياء، أو نحو ذلك، وبرواية حذفها يراد به خصال، أو دعائم أو قواعد.
أقول: لا تخلو هذه الخمس من أن تكون قواعد البيت، أو أعمدة الخباء، وليس الأول؛ لكون القواعد على أربع، فتعين الثاني، وينصره ما جاء في حديث معاذ:(وعمود الصلاة). مثلت حالة الإسلام مع أركانه الخمسة بحالة خباء أقيمت على خمسة أعمدة، وقطبها الذي تدور عليها الأركان هي: شهادة أن لا إله إلا الله، وبقية شعب الإيمان كالأوتاد للخباء. روى أن