للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٨٢٢ - وعنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تجدون شر الناس يوم القيامة ذا الوجهين، الذي يأتي هؤلاء بوجه، وهؤلاء بوجه)) متفق عليه.

٤٨٢٣ - وعن حذيفة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول: ((لا يدخل الجنة قتات)).متفق عليه. وفي رواية مسلم: ((نمام)).

٤٨٢٤ - وعن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، ومايزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا. وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا)) متفق عليه. وفي رواية لمسلم قال: ((إن الصدق بر، وإن البر يهدي إلى الجنة. وإن الكذب فجور، وإن الفجور يهدي إلى النار)).

ــ

الله يقولون: هلك الناس، أستوجبوا النار بسوء أعمالهم. فإذا قال الرجل ذلك فهو الذي أوجبه لهم، لا الله تعالى، أو هو الذي لما قال لهم ذلك وآيسهم، حملهم على ترك الطاعة والانهماك في المعاصي، فهو الذي أوقعهم في الهلاك.

وأما الضم فمعناه أنه إذا قال لهم ذلك، فهو أهلكهم أي أكثرهم هلاكا. وهو الرجل يولع بعيب الناس ويذهب بنفسه عجبا. ويرى لهم عليه فضلا. وزاد في شرح السنة: روي معنى هذا عن مالك قال: فإذا قال ذلك عجبا بنفسه وتصاغرا للناس، فهو المكروه الذي نهي عنه، وإذا قال ذلك تحزنا لما يرى في الناس من أمر دينهم فلا أرى به بأسا.

الحديث الثاني عشر عن حذيفة رضي الله عنه: قوله: ((قتات)) ((نه)):هو النمام، قت الحديث إذا زوه وهيأه وسواه. وقيل: النمام هو الذي يكون مع القوم يتحدثون فينم عليه، والقتات هو الذي يتسمع على القوم وهم لا يعلمون ثم ينم. قال الشيخ أبو حامد: قيل: النميمة مبنية على الكذب والحسد والنفاق، وهي أثافي الذل. فينبغي أن يبغض النمام ولا يوثق به وبصداقته.

حكي أن حكيما زاره رجل وأخبره عن غيره بخبر، فقال: أبطلت زيارتي، ثم أتيتني بثلاث جنايات: بغضت إلى أخي، وشغلت قلبي الفارغ، واتهمت نفسك الأمينة.

الحديث الثالث عشر عن عبد الله: قوله: ((صديقا)) هو من أبنية المبالغة، ونظيره: الضحيك، والمراد فرط صدقه وكثرة صدوره منه حتى يصدق قوله بالعمل. وإليه الإشارة بقوله تعالى:

<<  <  ج: ص:  >  >>