((ويل لمن يحدث فيكذب ليضحك به القوم، ويل له، ويل له)).رواه أحمد، والترمذي، وأبو داود، والدرامي. [٤٨٣٤]
٤٨٣٥ - وعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن العبد ليقول الكلمة لا يقولها إلا ليضحك به الناس، يهوى بها أبعد ما بين السماء والأرض، وإنه ليزل على لسانه أشد مما يزل عن قدمه)).رواه البيهقي في ((شعب الإيمان)). [٤٨٣٥]
٤٨٣٦ - وعن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من صمت نجا)).رواه أحمد، والترمذي، والدرامي، والبيهقي في ((شعب الإيمان)). [٤٨٣٦]
ــ
تعالى في ظله، قم يلقي بعد ذلك من الكرامة والنعيم المقيم في الجنة، ثم يفوز بلقاء الله ما دون ذلك دونه. وفي عكسه قوله:((يكتب الله بها عليه سخطه)) ونظيره قوله تعالى لإبليس:} إن عليك لعنتي إلى يوم الدين {.
الحديث الرابع والخامس عن أبي هريرة: قوله: ((إلا ليضحك بها)) استثناء، من أعم عام الغرض، أي يكون غرضه منحصرا فيه ولا يتجاوز عنه. قال الشيخ أبو حامد في الإحياء: وكان رسول الله صلى اله عليه وسلم، يمزح ولا يقول إلا حقا، ولا يؤذي قلبا ولا يفرط فيه. فإن كنت أيها السامع تقتصر عليه أحيانا وعلى الندور فلا حرج عليك فيه، ولكن من الغلط العظيم أن يتخذ الإنسان من المزاح حرفة، يواظب عليه ويفرط فيه، ثم يتمسك بفعل رسول الله صلى اله عليه وسلم، وهو كمن يدور مع الزنوج أبدا لينظر رقصهم، ويتمسك بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن لعائشة رضي الله عنها في النظر إليهم وهم يلعبون. انتهى كلامه.
وقوله:((إنه ليزل عن لسانه)) تمثيل بعد تمثيل، مثل أولا مضرته منها في جاهه وسقوطه من منزلته عند الله تعالى، بمن سقط من أعلى مكان إلى أدناه، قم مثل ثانيا مضرته بها في نفسه، وما يلحقه من المشقة والتعب بمن يتردد في وحل عظيم فيدحض قدماه في تلك المزالق فلا يتخلص منها.
الحديث السادس عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما: قوله: ((من صمت نجا)):الصمت