الناس الجنة؟ تقوى الله، وحسن الخلق، أتدرون ما أكثر ما يدخل الناس النار؟ الأجوفان: الفم والفرج)).رواه الترمذي وابن ماجه. [٤٨٣٢]
٤٨٣٣ - وعن بلال بن الحارث، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الرجل ليتكلم بالكلمة من الخير ما يعلم مبلغها يكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه. وإن الرجل ليتكلم بالكلمة الشر ما يعلم مبلغها يكتب الله بها عليه سخطه إلى يوم يلقاه)) رواه في ((شرح السنة)).وروى مالك، والترمذي، وابن ماجه ونحوه. [٤٨٣٣]
٤٨٣٤ - وعن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ــ
مع الخالق، بأن يأتي جميع ما أمر به وينتهي عما نهى عنه. وحسن الخلق إشارة إلى حسن المعاملة مع الخلق. وهاتان الخصلتان موجبتان لدخول الجنة ونقيضهما لدخول النار، فأوقع الفم والفرج مقابلا لهما.
أما الفم فمشتمل على اللسان، وحفظه ملاك أمر الدين كله، وأكل الحلال رأس التقوى كله. وأما الفرج فصونه من أعظم مراتب الدين، قال تعالى:} والذين هم لفروجهم حافظون {؛ لأن هذه الشهوة أغلب الشهوات على الإنسان، وأعصاها عند الهيجان على العقل، ومن ترك الزنا خوفا من الله تعالى، مع القدرة، وارتفاع الموانع، وتيسير الأسباب- لاسيما عند صدق الشهوة- وصل إلى درجة الصديقين، قال تعالى:} وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى، فإن الجنة هي المأوى {.وقصة الرشيد في تعليق طلاق زبيدة مشهورة.
ومعنى الأكثرية في القرينتين أن أكثر أسباب السعادة الأبدية الجمع بين هاتين الخلتين، وأن أكثر أسباب الشقاوة الجمع بين هاتين الخلتين.
الحديث الثالث عن بلال رضي الله عنه: قوله: ((يكتب الله بها رضوانه)) فإن قلت: ما معنى قوله: ((يكتب الله له بها رضواته))،وما فائدة التوقيت إلى يوم يلقاه؟
قلت: معنى ((كتب رضوانه)):توفيقه لما يرضى الله تعالى من الطاعات والمسارعات إلى الخيرات، فيعيش في الدنيا حميدا، وفي البرزخ يصان من عذاب القبر، ويفسح له قبره ويقال له:((نم كنومة العروس الذي لا يوقظه إلا أحب أهله إليه)) ويحشر يوم القيامة سعيدا، ويظله الله