٤٨٣٨ - وعن أبي سعيد، رفعه، قال:((إذا أصبح ابن آدم، فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان، فتقول: اتق الله فينا، فإنا نحن بك، فإن استقمت اسقمنا، وإن اعوججت اعوججنا)) رواه الترمذي. [٤٨٣٨]
٤٨٣٩ - وعن علي بن الحسين ((رضي الله عنهما)) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه)).روام مالك، وأحمد. [٤٨٣٩]
ــ
أي تعرض لما هو سبب اللزوم البيت من الاشتغال بالله والمؤانسة بطاعته والخلوة عن الأغيار. وضمن ((بكى)) معنى الندامة، وعداه بـ ((علي)) أي اندم على خطيئتك باكيا.
الحديث الثامن عن أبي سعيد: قوله: ((تكفر)) ((نه)):أي تذل وتخضع، والتكفير هو أن ينحني الإنسان ويطأطئ رأسه قريبا من الركوع كما يفعل من يريد تعظيم صاحبه، قال عمرو بن كلثوم.
نكفر باليدين إذا التقينا ونلقى من مخافتنا عصاكا
انتهى كلامه. وقوله:((فإنا نحن بك)) أي نحن نستقيم ونعوج بك يدل على التفصيل.
فإن قلت: كيف التوفيق بين هذا الحديث وبين قوله صلى الله عليه وسلم: ((إن في الجسد لمضغة، إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت، فسد الجسد كله، ألا وهي القلب)).قلت: اللسان ترجمان القلب وخليفته في ظاهر البدن، فإذا أسند إليه الأمر يكون على سبيل المجاز في الحكم كما في قولك: شفي الطبيب المريض. قال الميداني في قوله:((المرأ بأصغريه)) يعني بهما القلب واللسان أي تقوم معانيه بيهما ويكمل بهما. وأنشد الزهير:
وكأين ترى من صامت لك معجب زيادته أو نقصانه في التكلم
لسان الفتى نصف ونصف فؤاده فلم يبق إلا صورة اللحم والدم
الحديث التاسع عن علي رضي الله عنه: قوله: ((ما لا يعنيه)) ((نه)):أي لا يهمه ويقال: عنيت بحاجته أعني بها، وأنا بها معنى، وعنيت به فأنا عان، والأول أكثر أي اهتممت بها واشتغلت، وعن بعضهم ((من)) في قوله: ((من حسن إسلام المرء)) تبعيضية، ويجوز أن تكون بيانية.
أقول: على أن تكون تبعيضية إشارة إلى قوله صلى الله عليه وسلم: ((الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك)) بعد ذكر الإيمان والإسلام، وأنت تعلم أن التحلية مسبوقة بالتخلية،