٤٨٤١ - والترمذي، والبيهقي في ((شعب الإيمان)) عنهما. [٤٨٤١]
٤٨٤٢ - وعن أنس، قال: توفي رجل من الصحابة، فقال رجل: أبشر بالجنة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((أولا تدري، فلعله تكلم فيما لا يعنيه، أو بخل بما لا ينقصه)).رواه الترمذي. [٤٨٤٢]
ــ
فالترك بعض من الإحسان، فيكون إشارة إلى الانسلاخ عما يشغله عن الله تعالى. فإذا أخذ السالك في السلوك تجرد بحسب أحواله ومقاماته شيئا فشيئا، مما لا يعنيه إلى أن يتجرد عن جميع أوصافه ويتوجه بذاته إلى الله تعالى, وإليه يلمح قوله تعالى:} بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن {وقول إبراهيم عليه السلام: ((أسلمت لرب العالمين)) إذ قال له ربه أسلم.
((مح)):هو أحد الأحاديث التي عليها مدار الإسلام. قال أبو داود: وهي أربعة: الأول: حديث نعمان بن بشير: ((الحلال بين والحرام بين)).والثاني ((من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه)).والثالث:((لا يكون المؤمن مؤمنا حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)) والرابع: ((إنما الأعمال بالنيات)).وقيل بدل الثالث:((ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما في أيدي الناس يحبك الناس)).وأنشد الإمام الشافعي رضي الله عنه في معناه:
عمدة الخير عندنا كلمات أربع قالهن خير البرية
اتق الشبهات وازهد ودع ما ليس يعنيك واعملن بنية
قال الشيخ أبو حامد: وحد ما لا يعنيك في الكلام أن تتكلم بكل ما لو سكت عنه لم تأثم ولم تتضرر في حال ولا مال؛ فإنك به مضيع زمانك ومحاسب على عمل لسانك، إذ تستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير؛ لأنك لو صرفت زمان الكلام في الفكر والذكر، ربما ينفتح لك من نفحات رحمة الله تعالى ما يعظم جدواه. ولو سبحت الله تعالى بنى لك بها قصرا في الجنة. ومن قدر على أن يأخذ كنزا من الكنوز فأخذ بدله مدرة لا ينتفع بها، كان خاسرا خسرانا مبينا.
الحديث العاشر عن أنس رضي الله عنه: قوله: ((أولا تدري)) الواو فيه عطف على محذوف،