٤٨٤٣ - وعن سفيان بن عبد الله الثقفي، قال: قلت يا رسول الله! ما أخوف ما تخاف علي؟ قال: فأخذ بلسان نفسه وقال: ((هذا)).رواه الترمذي، وصححه. [٤٨٤٣]
٤٨٤٤ - وعن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا كذب العبد تباعد عنه الملك ميلا من نتن ما جاء به)) رواه الترمذي. [٤٨٤٤]
٤٨٤٥ - وعن سفيان بن أسيد الحضرمي، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((كبرت خيانة أن تحدث أخاك حديثا هو لك به مصدق وأنت به كاذب)).رواه أبو داود. [٤٨٤٥]
ــ
أي تكلم بهذا ولا تدري! فلعله قال في الإحياء: معناه: أنه إنما يهنأ بالجنة من لا يحاسب، ومن تكلم فيما لا يعنيه حوسب عليه. فإن كان كلاما مباحا، فربما لا تتهيأ له الجنة مع المناقشة في الحساب، فإنه نوع من العذاب. وقوله:((يبخل بما لا ينقصه)) يعم جميع ما ينقص بالبذل والإبتاء من المال والمسائل العلمية.
الحديث الحادي عشر عن سفيان: قوله: ((ما أخوف)) هو نحو أشهر وألوم وأشغل، بني للمفعول. و ((ما)) في ((ما تخاف)) يجوز أن تكون موصولة أو موصوفة، أو تكون مصدرية على طريقة: جد جده وجن جنونه، وخشيت خشيته. وإنما أسند صلى الله عليه وسلم شدة خوفه على أمته في سائر الأخبار إلى اللسان؛ لأنه أعظم الأعضاء عملا؛ إذ ما من طاعة ولا معصيى إلا وله فيها مجال. فالإيمان والكفر يتبين بشهادة اللسان، وهما غاية الطاعة والطغيان، فمن أطلق عذبة اللسان وأصله مرخي العنان، سلك به الشيطان في كل ميدان، وساقه إلى شفا جرف هار إلى أن يضطره إلى البوار، ولا يكب الناس على مناخرهم إلا حصاد ألسنتهم، ولا ينجي من شره إلا أن يقيد بلجام الشرع. وعلم ما يحمد إطلاق اللسان فيه أو يذم، غامض عزيز، والعمل بمقتضاه على من عرفه ثقيل عسير، كذا قاله في الإحياء.
الحديث الثاني عشر عن ابن عمر رضي الله عنهما: قوله: ((تباعد عنه الملك)) وإذا كان الملك يتأذى ويتباعد من نتن نحو البصل والثوم، فلأن يتأذى ويتباعد من الكذب أولى.
الحديث الثالث عشر عن سفيان: قوله: ((أن تحدث أخاك)) هو فاعل ((كبرت)) وأنت الفعل باعتبار المعنى؛ لأنه نفس الخيانة. وفيه معنى التعجب كما في قوله تعالى:} كبر مقتا عند