للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٨٥٤ - وعن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما كان الفحش في شيء إلا شانه، وما كان الحياء في شيء إلا زانه)) رواه الترمذي. [٤٨٥٤]

٤٨٥٥ - وعن خالد بن معدان عن معاذ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من عير أخاه بذنب لم يمت حتى يعمله)) –يعني من ذنب قد تاب عنه- رواه الترمذي وقال: هذا حديث غريب وليس إسناده بمتصل، لأن خالدا لم يدرك معاذ بن جبل. [٤٨٥٥]

٤٨٥٦ - وعن واثلة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تظهر الشماتة لأخيك فيرحمه الله ويبتليك)).رواه الترمذي، وقال: هذا حديث حسن غريب. [٤٨٥٦]

ــ

لأجل الدراية لا الرواية؛ إذ لا يقال: مزج بها البحر، بل مزجت بالبحر. ويمكن أن يقال: إن المزج والخلط يستدعيان الامتزاج والاختلاط، وكل من الممتزجين يمتزج بالآخر؛ قال الله تعالى:} فاختلط به نبات الأرض {،الكشاف: وكان حق اللفظ: فاختلط بنبات الأرض. ووجه صحته: أن كل مختلطين موصوف كل واحد منهما بصفة صاحبه على أن هذا التركيب أبلغ؛ لأنه حينئذ من باب ((عرضت الناقة على الحوض)).

((قض)):المزج الخلط والتغيير بضم غيره إليه والمعنى أن هذه الغيبة لو كانت مما يمزج بالبحر، لغيرته من حاله مع كثرته وغزارته، فكيف بأعمال نزر خلطت بها؟

الحديث الثاني والعشرون عن أنس رضي الله عنه: قوله: ((في شيء)) فيه مبالغة، أي لو قدر أن يكون الفحش أو الحياء في جماد لزانه أو شانه، فكيف الإنسان؟

الحديث الثالث والعشرون والرابع والعشرون عن واثلة: قوله: ((لا تظهر الشماتة)) الشماتة الفرح ببلية من تعاديه ويعاديك. يقال: شمت به فهو شامت وأشمت الله به العدو. وقوله: ((فيرحمه الله)) أي يرحمه رغما لأنفك ويبتليك؛ حيث زكيت نفسك ورفعت منزلتك عليه، نحوه قوله صلى الله عليه وسلم في قول من قال لصاحبه: والله لا يغفر الله لك أبدا: ((فقال الله تعالى للمذنب: ادخل الجنة برحمتي، وقال للآخر: أتستطيع أن تحظر على عبدي رحمتي)) الحديث. وقوله: ((فيرحمه الله)) نصب جوابا للنهي. وقوله: ((ويبتليك)) عطف عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>