للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الفصل الثاني

٤٨٨٥ - عن أبي هريرة، قال: قالوا: يا رسول الله! إنك: تداعبنا. قال: إني لا أقول إلا حقا)) رواه الترمذي. [٤٨٨٥]

ــ

سليم أم أنس بن مالك. الجوهري: النغير هو تصغير نغر وهو طائر كالعصفور. والنغرة كالحمرة واحدها.

((غب)):الفعل: التأثير من جهة مؤثرة، والعمل كل فعل يكون من الحيوان بقصد. وهو أخص من الفعل؛ لأن الفعل قد ينسب إلى الحيوانات التي يقع منها فعل بغير قصد، وقد ينسب إلى الجمادات. انتهى كلامه. فالمعنى ما حاله وشأنه؟

((حس)):فيه فوائد: منها: أن صيد المدينة مباح بخلاف صيد مكة. وأنه لا بأس بأن يعطي الصبي الطير ليلعب به من غير أن يعذبه. وإباحة تصغير الأسماء. وإباحة الدعابة ما لم تكن إثما، وجواز تكني الصبي، ولا يدخل ذلك في باب الكذب.

وقد نقل عن الشيخ نجم الدين الكبير غير ذلك من الفوائد، وهو: أن يجوز للرجل أن يدخل في بيت فيه امرأة أجنبية، إذا أمن على نفسه من الفتنة، وأن يجوز للرجل أن يسأل عما هو عالم به تعجبا منه. وفيه كمال خلق النبي صلى الله عليه وسلم، وأن رعاية الضعفاء من مكارم الأخلاق، وأنه يستحب استمالة قلوب الصغار وإدخال السرور إلى قلوبهم.

الفصل الثاني

الحديث الأول عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((تداعبنا)) الدعابة المزاح. وتصدير الجملة بـ ((إن المؤكدة)) يدل على إنكار أمر سابق، كأنهم قالوا: لا ينبغي لمثلك في صدر الرسالة ومكانتك من الله تعالى المداعبة، فأجابهم بالقول الموجب، أي نعم أداعب ولكني لا أقول إلا قولا حقا. لله در مزاح هو حق وصدق فكيف بجده؟.

((مح)):المزاح المنهي عنه هو الذي فيه إفراط ويداوم عليه، فإنه يورث الضحك وقسوة القلب، ويشغل عن ذكر الله تعالى والفكر في مهمات الدين. ويؤول في كثير من الأوقات إلى الإيذاء، ويورث الأحقاد ويسقط المهابة والوقار. فأما من سلم من هذه الأمور، فهو المباح الذي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله على الندرة لمصلحة وتطييب نفس المخاطب ومؤانسته، وهو سنة مستحبة. فاعلم هذا؛ فإنه مما يعظم الاحتياج إليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>