للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٩٠٨ - وعن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((حبك الشيء يعمى ويصم)). روا أبو داود. [٤٩٠٨]

الفصل الثالث

٤٩٠٩ - عن عبادة بن كثير الشامي من أهل فلسطين، عن امرأة منهم يقال لها فسيلة، أنها قالت: سمعت أبي يقول: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله! أمن العصبية أن يحب الرجل قومه؟ قال: ((لا، ولكن من العصبية أن ينصر الرجل قومه على الظلم)). رواه أحمد، وابن ماجه. [٤٩٠٩]

٤٩١٠ - وعن عقبة بن عامر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أنسابكم هذه ليست بمسبة على أحد، كلكم بنو آدم طف الصاع بالصاع لم تملؤه، ليس لأحد على أحد

ــ

ويقبح من سواك الفعل عندي وتفعله فيحسن منك ذاكا

وعين الرضا عن كل عيب كليلة ولكن عين السخط تبدي المساويا

وقال الشيخ الأستاذ أبو علي: حبك الشيء يعمي عن الغير غيرة وعن المحبوب حبه ومورد الحديث في محل الذم. وذكر العصبية تستدعي أن يقال: إنه صلى الله عليه وسلم قال فيمن يتعصب لغيره ويحاميه بالباطل، وحبه إياه يعميه عن أن يبصر الحق في قضية ويصمه عن أن يسمع الحق فيتبعه، وإلا فالحديث ذو وجهين.

الفصل الثالث

الحديث الأول والثاني عن عقبة: قوله: ((طف الصاع بالصاع)) ((نه)): أي قريب بعضكم من بعض. يقال: هذا طف المكيال وطفافه أي ما قرب من ملئه. والمعنى أن كلكم في الانتساب إلى أب واحد بمنزلة واحدة في النقص والتقاصر عن غاية التمام. وشبههم في نقصانهم بالمكيال الذي يبلغ أن يملأ بالمكيال، ثم أعلمهم أن التفاضل ليس بالنسب ولكن بالتقوى، انتهى كلامه.

قوله: ((طف الصاع)) يجوز بالنصب على أنه حال مؤكدة نحو زيد أبوك عطوفاً؛ فإن ذكر بني آدم يدل على النقصان لكونهم من التراب. وبالرفع على أنه بدل أو خبر بعد خبر. والباء في

<<  <  ج: ص:  >  >>