٤٩٣٥ - وعن ابن عمر، أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله! إني أصبت ذنباً عظيماً، فهل لي من توبة؟ قال: هل لك من أم؟)) قال: لا. قال:((وهل لك من خالة؟)) قال: نعم: قال: ((فبرها)). رواه الترمذي. [٤٩٣٥]
٤٩٣٦ - وعن أبي أسيد الساعدي، قال: بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ جاء رجل من بني سلمة، فقال: يا رسول الله! هل بقى من بر أبوي شيء أبرهما به بعد موتهما؟ قال:((نعم، الصلاة عليهما، والاستغفار لهما، وإنقاذ عهدهما من بعدهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما، وإكرام صديقهما)). رواه أبو داود. وابن ماجه. [٤٩٣٦]
٤٩٣٧ - وعن أبي الطفيل، قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقسم لحماً بالجعرانة إذ أقبلت امرأة حتى دنت إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فبسط لها رداءه، فجلست عليه. فقلت: من هي؟ فقالوا: هي أمه التي أرضعته. رواه أبو داود. [٤٩٣٧]
ــ
الحديث الحادي عشر عن ابن عمر رضي الله عنهما: قوله: ((ذنباً عظيماً)) ((مظ)): يجوز أنه أراد عظيماً عندي؛ لأن عصيان الله تعالى عظيم، وإن كان الذنب صغيراً. ويجوز أن يكون ذنبه كان عظيما من الكبائر، وأن هذا النوع من البر يكون مكفراً له، وكان مخصوصاً بذلك الرجل، علمه النبي صلى الله عليه وسلم من طريق الوحي.
الحديث الثاني عشر عن أبي أسيد: قوله: ((التي لا توصل إلا بهما)) ليس بصفة للمضاف إليه بل للمضاف، أي الصلة الموصوفة بأنها خالصة لحقهما ورضاهما لا لأمر آخر، ونحوه. قال الشيخ أبو حامد في الإحياء: وهو هذا أن العباد أمروا أن لا يعبدوا إلا الله، ولا يريدوا بطاعتهم غيره. وكذلك من يخدم أبويه لا ينبغي أن يخدم لطلب منزلة عندهما إلا من حيث أن رضي الله في رضى الوالدين. ولا يجوز أن يرائي بطاعته لينال بها منزلة عند الوالدين؛ فإن ذلك معصية في الحال، وسيكشف الله رياءه، ويسقط منزلته من قبلهما أيضاً.
الحديث الثالث عشر عن أبي الطفيل: قوله: ((فبسط لها رداءه)) قيل: فيه إشارة إلى وجوب رعاية الحقوق القديمة، ولزوم إكرام من له صحبة قديمة وحقوق سابقة.