للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٩٦٩ - وعن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء)). رواه أبو داود. والترمذي. [٤٩٦٩]

٤٩٧٠ - وعن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ولم يوقر كبيرنا، ويأمر بالمعروف، وينه عن المنكر)). رواه الترمذي، وقال: هذا حديث غريب. [٤٩٧٠]

٤٩٧١ - وعن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما أكرم شاب شيخا من أجل سنة إلا قيض الله له عند سنه من يكرمه)). رواه الترمذي. [٤٩٧١]

ــ

الحديث الثاني عن عبد الله: قوله: ((ارحموا من في الأرض)) أتى بصيغة العموم ليشمل جميع أصناف الخلق فيرحم البر والفاجر والناطق والبهم والوحوش والطير. ((مظ)): اختلف في المراد من قوله ((من في السماء)) فقيل: هو الله سبحانه وتعالى، أي ارحموا من في الأرض شفقة يرحمكم الله تعالى فضلا. وتقدير الكلام: يرحمكم من في السماء ملكه وقدرته، وإنما نسب إلى السماء لأنها أوسع وأعظم من الأرض، أو لعلوها وارتفاعها، أو لأنها قبلة الدعاء ومكان الأرواح القدسية الطاهرة. وقيل: المراد منه الملائكة، أي تحفظكم الملائكة من الأعداء والمؤذيات بأمر الله تعالى ويستغفروا لكم ويطلبوا لكم الرحمة من الله الكريم.

أقول: ويمكن الجمع بينهما بأن يقال: يرحمكم الله بأمره للملائكة أن تحفظكم. قال الله تعالى: {له معقبات من بين يديه ومن خلقه يحفظونه من أمر الله} أي جماعات من الله من الملائكة تتعقب في حفظه وكلائته، كأنه قيل: له معقبات من أمر الله، أو يحفظونه من أجل أمر الله. أو من أجل أن الله أمرهم بحفظه، أو يحفظونه من بأس الله ونقمته، إذا [أذنب] بدعائهم له ومسألتهم ربهم أن يمهله رجاء أن يتوب وينيب.

الحديث الثالث والرابع عن أنس رضي الله عنه: قوله: ((إلا قيض الله)). ((نه)): أي سبب الله له وقدر له. قوله:: ((من أجل سنه)) أي لا لأجل أمر آخر: فإن الشيخوخة في نفسها

<<  <  ج: ص:  >  >>