للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٩٧٢ - وعن أبي موسى، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن غير الغالي فيه ولا الجافي عنه، وإكرام السلطان المقسط)). رواه أبو داواد، والبيهقي في ((شعب الإيمان)). [٤٩٧٢]

٤٩٧٣ - وعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خير بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يحسن إليه، وشر بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يساء إليه)). رواه ابن ماجه.

٤٩٧٤ - وعن أبي أمامة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من مسح رأس يتيم لم

ــ

مكروهة، وما يكرمها من يكرمها إلا لأمر آخر، وهو كونها وقاراً من الله، كما ورد: كان إبراهيم أول الناس رأي الشيب، فقال: يا رب! ما هذا؟ قال الرب: وقار، قال: رب زدني وقارا! فإذا لا يكون إكرامها إلا الله تعالى، فمن أكرم لله تعالى وقاره لابد أن يجازيه بمثله بأن يقدر له عمرا يبلغ به إلى الشيخوخة، ويقدر له من يكرمه، يدل على هذا الحصر في الحديث. والله أعلم.

الحديث الخامس عن أبي موسى: قوله: ((إن من إجلال الله)) أي من جملة تعظيم الله تعالى وتوقيره أن يكرم موضع وقاره وهو شيبة المسلم؛ ولهذا السر قال الخليل: زدني وقارا! قال تعالى: {وتعزروه وتوقروه}. ((حس)): قال طاوس: من السنة أن توقر أربعة: العالم وذا الشيبة والسلطان والوالد.

قوله: ((غير الغالي فيه)). ((نه)): إنما قال: ((غير الغالي فيه والجافي عنه))؛ لأن من أخلاقه صلوات الله عليه وآدابه التي أمر بها القصد في الأمور، وخير الأمور أوساطها. وكلا طرفي قصد الأمور ذميم. ومنه الحديث: ((اقرءوا القرآن ولا تجفوا عنه)) أي تعاهدوه ولا تبتعدوا عن تلاوته. يريد لا تغلوا في القرآن بأن تبذلوا جهدكم في قرائته وتجويده من غير تفكر وتدبر، كما جاء في حديث عبد الله بن عمرو: ((لم يفقه من القرآن في أقل من ثلاثة)) أو ((لا تجفوا عنه)) بأن تتركوا قراءته وتشتغلوا بتأويله وتفسيره.

الحديث السادس والسابع عن أبي أمامة رضي الله عنه: قوله: ((من مسح رأس يتيم)) هو

<<  <  ج: ص:  >  >>