للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يمسحه إلا لله، كان له بكل شعرة تمر عليها يده حسنات، ومن أحسن إلى يتيمة أو يتيم عنده كنت أنا وهو في الجنة كهاتين)) وقرن بين أصبعيه. رواه أحمد، والترمذي، وقال: هذا حديث غريب. [٤٩٧٤]

٤٩٧٥ - وعن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من آوى يتيماً إلى طعامه وشرابه أوجب الله له الجنة البتة، إلا أن يعمل ذنباً لا يغفر. ومن عال ثلاث بنات أو مثلهن من الأخوات فأدبهن ورحمهن حتى يغنيهن الله أوجب الله له الجنة)).

ــ

كناية عن الشفقة والتلطف إليه. ولما لم تكن الكناية منافية لإرادة الحقيقة لإمكان الجمع بينهما، كما تقول: فلان طويل النجاد، وتريد طول قامته مع طول علاقة سيفه، رتب عليه قوله: ((بكل شعرة تمر عليها يده)) وهذا عام في كل يتيم، سواء كان عنده أو لم يكن. وأما إذا كان عنده وهو كافله فيجب عليه أن يربيه تربية أولاده، ولا يقصر في الشفقة عليه والتلطف به، ويؤدبه أحسن تأديب ويعلمه أحسن تعليم. ويراعي غبطته في ماله وتزويجه وتزوجه. وهو المراد من قوله: ((ومن أحسن إلى يتيمة)) وقدم اليتيمة؛ لأنها أحوج.

وقوله: ((لم يمسحه)) حال من فاعل ((مسح)) أي يمسحه والحال أنه لا يمسحه إلا الله تعالى. وقوله: ((في الجنة)) خبر ((كان)) فيجب أن يقدر متعلقة خاصاً يوافق قوله: ((كهاتين)) أي مقارنين في الجنة اقتراناً مثل هاتين الإصبعين. ويجوز أن يكون ((كهاتين)) حالا من الضمير المستقر في الخبر. وأن يكون هو الخبر وفي الجنة ظرفاً لـ ((كنت)).

الحديث الثامن عن ابن عباس رضي الله عنه: قوله: ((من آوى يتيماً إلى طعامه)) أي يضمه إليه ويطعمه. ((نه)): في حديث البيعة: أنه قال للأنصار: ((أبايعكم على أن تأووني وتنصروني)) أي تضموني إليكم وتحفظوني بينكم، يقال: آوى وأوى بمعنى واحد. والمقصور منهما لازم ومتعد. قوله: ((ذنبا لا يغفر)). المراد منه الشرك؛ لقوله تعالى: {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء}. ((ومن عال)) أي تعهد وكفي مئونة ثلاث بنات. قال في أساس البلاغة: يقال: هذا يتيم عائل ليس له عائل أي فقير ليس له من يمونه.

((مح)): قوله: ((أو اثنتين)) عطف على قوله: ((ثلاث بنات)) عطف تلقين، أي: قل: أو اثنتين؛ ولذلك وافقه صلى الله عليه وسلم في قوله: ((أو اثنتين) كما عطف إبراهيم عليه السلام قوله: {ومن ذرتي} على الكاف في قوله تعالى: {إني جاعلك} وفي قولك لصحابك: وزيدا، إذا

<<  <  ج: ص:  >  >>