فقال رجل: يا رسول الله! واثنتين؟ قال:((أو اثنتين)). حتى لو قالوا: أو واحدة؟ لقال: واحدة ((ومن أذهب الله بكريمتيه وجبت له الجنة)). قيل: يا رسول الله! وما كريمتاه؟ قال:((عيناه)). رواه في ((شرح السنة)). [٤٩٧٥]
٤٩٧٦ - وعن جابر بن سمرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لأن يؤدب الرجل ولده خير له من أن يتصدق بصاع)). رواه الترمذي، وقال: هذا حديث غريب، وناصح الراوي ليس عند أصحاب الحديث بالقوى. [٤٩٧٦]
٤٩٧٧ - وعن أيوب بن موسى، عن أبيه، عن جده، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:((ما نحل والد ولده من نحل أفضل من أدب)). رواه الترمذي، والبيهقي في ((شعب الإيمان)). وقال الترمذي: هذا عندي حديث مرسل. [٤٩٧٧]
ــ
قال: سأكرمك، وحتى غاية الموافقة، أي لم يزل يوافقه في التنزل حتى لو قال: أو واحدة لوافقه. قوله:((بكريمتيه))، ((نه)): يريد عينيه أي جارحتيه الكريمتين عليه. وكل شيء يكرم عليك فهو كريمك وكريمتك.
الحديث التاسع والعاشر عن أيوب رضي الله عنه: قوله: ((من نحل أفضل)) ((نه)): النحل العطية والهبة ابتداء من غير عوض ولا استحقاق. يقال: نحله ينحله نحلا بالضم والنحلة بالكسر العطية. انتهى كلامه. جعل الأدب الحسن من جنس المال والعطيات مبالغة، كما جعل الله تعالى القلب السليم من جنس المال والبنين في قوله:{يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم}.
قوله:((هذا عندي حديث مرسل)) يدل على اختلاف فيه. وذلك أن قوله:((عن أيوب بن موسى عن أبيه عن جده)) موهم بالاتصال والإرسال؛ فإن قوله:((جده))، يحتمل أن يكون جد أيوب- وهو عمرو- فيكون مرسلا، وأن يكون جد أبيه موسى وهو سعيد صحابي فيكون متصلا. قال البيهقي: روى البخاري الحديث في تاريخه، وقال: إنه لم يصح سماع جد أيوب، فوافق الترمذي البخاري، وقال: هذا عندي حديث مرسل. وفي جامع الأصول إشعار بأنه متصل حيث روى عن سعيد بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم.